السلام عليكم و رحمته تعالى وبركاته
الموضوع : المادة العنوان: مرض العصر!
للمادّة دّور جدّ فعّال ومهم وفي حياة الإنسان ، كيف لا ؟ وهي توفر له العيش بكرامة ، أن لا تمدّ يدك إلى ما حرّم الله ، ولا حتى إلى النّاس ،
طالبا منهم في كلّ مرّة يد العون . فالمال إدن نعمة من نعم الله على خلقة وسترا لهم في حياة الدّنيا ،
لكن على قد ما المادة هي مفيدة ومهمّة ، كدلك هي مسيئة لصاحبها .
فمتى يكون المّال مصدر سعادة؟
ومتى يكون هدا المال محلّ شقاء؟
يرى الكثير من النّاس على أنّ المال وسيلة للعيش ، فجعلوا من أهميته ظرورة حتميّة تتمثل في المأكل والمشرب مكتفيين ، قانعين ،
راضيين، حامدين الله ولو بالقليل ، بينما البعض الآخر يرى على أنّ المّال أساس وجودهم وإتخدوه من بين الأولاويات ومن دونه لا حياة
؟ فما زادهم المال إلاّ طمع على طمع ، ضاربين كلّ مبادءهم وتعاليمهم وقيّمهم عرض الحائط ، وأصبحوا عبدة للدّينار والعياد بالله
طبيعي جدا أن يطمع الواحد منّا في رزق الله ، هو حق مشروع للكلّ ، لكن أن يتعدّ هدا الطمع والحب للمال لغير المعقول والمطلوب ؟ فكم
هي الأموال كثيرة التي تنفق في غير محلّها ؟! وكم هي متعبة الأنفس نتيجة سوء إستغلالها للأموال ؟ سهرات هنا وهناك ، مجالس خبث تقام
بوجود صحبة ما كان لها أن تتواجد لولا تواجد المال ، ولا تستحق حتى أن تلقّب بكلمة الصداقة . فما أكثر الأصحاب في الغنى ، تجدهم
يتلهفون للتقرب من صاحب الثراء ويجعلون له مكانة تقدير وترفّع وقيمة ، ما كان ليلقاها لو كان فقيرا ، فيتخيّل للثري المسكين على
أنّه كسب الدّنيا وما عليها ، لكن الدّنيا في حقيقتها لا تساوي جناح بعوضة عند الخالق
تحضرني نصيحة الإمام على حين قال :
فما أكثر الإخوان حين تعدّهم !
ولكنّهم في النّائبات قليل !
قد يجعل المال صاحبه بالرغم من ثراءه يشعر بالملل ، القلق ، التوتر و الشقاء وقد تصل به الأمور إلى الإنتحار، فكثيرا ما أوقع المال
بصاحبه في ديون لا منتهية نتيجة قمار وشرب خمر فاخر وإنفاق في غير محلّه ، ممّا يجعله يضيّع حياته و حياة عيلته ! و قد يسعدك مالك إن
أحسنت التصرّف فيه وتقرّبت به إلى أهلك والأقربين ولما لا جيرانك ؟ ألم يوصي الرّسول بالجار عليه السلام ، فأفدتهم وأعانتهم في حياة
الدّنيا فأعانك الله في الآخرة و تكون بهدا ربحت دنياك وآخرتك . تدكر دوما أنّ مالك هدا إن لم ترعاه، سيكلّفك حياتك
أسئلة نقاشية
(هل)أو(متى) يكتفي المرء بالمال ؟
دكرنا على أنّ المال نعمة فهل يصحّ القول على أنّه نقمة مع أنّه يعتبر رزقا ؟
في وجهة نطرك ، كيف ترى المال؟