منتديات ستار لوك
منتديات ستار لوك
منتديات ستار لوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ستار لوك


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خرائب الأزمنة الفصل 16

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
BaSmA iBrIz

BaSmA iBrIz


انثى عدد المساهمات : 1387
تاريخ التسجيل : 04/03/2011
العمر : 25
الموقع : /https://starlook.alafdal.net

خرائب الأزمنة الفصل  16 Empty
مُساهمةموضوع: خرائب الأزمنة الفصل 16   خرائب الأزمنة الفصل  16 Emptyالخميس 23 يونيو 2011, 14:36


الفصل السابع عشر

الرسو على سفح قاسيون‏

تبدى مسار
الأيام، عن خروج فجر الشريف من سجن المزة وقواويشها المعتمة وغدرت به رجله
اليسرى وانفصلت عن إرادته من هول الضرب على الرأس.‏


انطرح في
زاوية من حارة كيكية، يلسع نفسه بعقرب الخيبة، بعد أن انطوى حلم الوحدة،
وانحسر المدُّ إلى كهوف دويلات الطوائف والإقليمية، وسرت روح الخريف في
أواخر أيلول القاتم، وتعانقت كآبة الطبيعة مع حزن الإنسان. وعلى الشرفة
الصغيرة المطلّة على الغوطة، وبساتينها المتشحة بالصفرة والذبول كان فجر
الشريف يتلمس في مأساوية لوحات الغروب التي ترسمها يد الخريف فوق الآفاق،
وينهش أعماقه غول غريب مقذوف من خرائب الميثولوجيا العتقية، ويرشُ في عينيه
نزيف دموع خرساء تسمرت في الجفنين، وكان غيلان الجعفي وزوجته يحملقان بهذه
المرتسمات التي تنزُّ منها المأساة، وينتابهما شعور بالصلب الهمجي والأسف
على صرح وحدة، أزْرَتْ بها عدة مصحفات، وقوى ضئيلة، كأنه أكوام من القش
والهشاشة. لم تطق رابعة الشريف ذلك الصمت المطبق، وتلك الانتحارات
الشعورية، وهتفت قائلة:‏


- يحملني
هذا الغروب المريض إلى نفق التاريخ، يوم سقطت غرناطة الأندلسية، وتفتت شمل
العرب، واندحروا إلى ماوراء جبل طارق، ومن بقي منهم، ابتلعته محاكم
التفتيش، وغيبّه أنين المجازر التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، لماذا
سُوسُ التفرقة ينخر في جذورنا، ويمزقنا دويلات متصارعة؟؟ أتساءل هل هناك
خلل في عقلنا الجمعي، واستلاب خفي في شخصيتنا؟ يدفعنا إلى أن نلجأ إلى
الأغراب، نتحصُّن بها ضد أبناء جلدتنا، وحتى هذا الزمن لم نصل إلى أية وحدة
فيما بيننا. تلاشت كل نداءات الوحدويين في القفر التاريخي، كأنها أصداء
ميتة.. أشعر بأن هناك رَصَدَاً فتاكاً يحول بيننا وبين الوصول إلى أية
وحدة...‏


تفرست في
ملامح أخيها المقهور، طفرت دمعتان من عينيها، ارتعشت ارتعاشة عصفور علق
جناحاه على خِلْفٍ من الدبق، واكتسحها الغروبان معاً، غروب الشمس الآفلة،
وغروب الوحدة بين القطرين. تزيت فوق ملامح فجر الشريف، ارتسامات من يعتصر
بين شقي رحى صوّانية، نقل نظراته بين وجه أخته المنزوف حسرة، وبين رجله
اليسرى المعطلة، وهمس في توجع:‏


- سر
أزمتنا كامن في تضخم فرديتنا، وتلوين هذه الفردية بشعارات الفرادة والتأله،
والوحدانية، في خفايانا نزوع جاهلي إلى تقديس الفردية، والانضواء تحت
معالم السطوة، ولثم مواطن أقدام الأقوياء، حتى تسللت إلى روحنا الجماعية،
أمثال بغيضة عامية (اللي بيتزوج أمي أسميه عمي. واليد اللي مافيك عليها
بوسها وادع لها بالكسر ).منذ ألف سنة، والأغراب يسيطرون علينا، ويتحكمون
بنا، ويفترسون قيم الصحراء القديمة، التي ضجت بنا في مرحلة بعيدة، ونزوعاً
إلى الحرية والمروءة والذود عن حياض الكرامة، حتى ابتلينا بحكم السلاطين
الأتراك الصفر الذين دمروا حضارتنا ودنسوا تراثنا، ورمونا نفايات في متاهات
التاريخ.‏


ملأ غليونه
المعهود من الدخان المعطر، راح يُكَبِّسُه بملقط خاص مسطح في رأسه وأشعله
بثقاب، وسحب منه سحبات متواصلة، تعالى منه الدخان النارنجي، نفث نفثات في
فراغ مقيت، أخرج غيلان الجعفي لفافة من التبغ الجبلي الذي يحمل في طياته
الشقر المفرومة بدقة، روح عين الغار، وحواكير المقبرة، وأشعلها بقداحته في
التياع بائن، انتشر عبق خاص. سافر بعينيه وراء تلك الدوائر الدخانية،
فارتطم بشباك عنكبوت في زاوية الشرفة، وانقذفت صور المأساة العربية إلى
مخيلته، عبر التاريخ، وشباك الأغراب تتساقط فوق الرؤوس لتقتنص كل بوارق
أحلام الوحدة، وجمع الشتات،وتأوه كالملسوع:‏


- متى.. يا
إلهي نخرج من نفق التاريخ؟ ونثقب الشباك التي تحاصرنا، وتحيلنا أقزاماً
واعداداً صماء، أمام الصيرورة وآفاق الكتل الكبرى...‏


طن جرس
الباب طنيناً راجفاً، تزايل شخص خلف ثقوبه، ركضت رابعة الشريف صوب العين
الساحرة، دقَّ قلبها دقات متسارعة، تراءى لها شخص لم تعرفه من قبل سألت في
تلهف:‏


- من الطارق..‏

- أنا عمران البلوي...‏

تراجعت إلى
الشرفة، همست في أذن أخيها باسم الطارق، أومأ بالإيجاب أزالت المصاريع،
توجهت بالطارق إلى الشرفة، احتضن الرفيقان أحدهما الآخر اغرورقت عيون
بالدموع، انتشرت رحمانية لدنة في الأعماق، تبرعمت غيمة وادعة فوق وجه فجر
الشريف، مدّ جسور التعارف بين الحاضرين، استعاد رنة صوته، وسأل:‏


- ما الأخبار الأخيرة يا عمران؟‏

- غشيتنا
في البداية ظلمة حزن مقهور، ولكن الوحدويين امتصوا الصدمة، اعتبروا أن
المناخ أصبح أكثر مناسبة للتحرك ورتق الهوة التي حدثت، وذلك بمنظور مدروس
وأشد واقعية، وبشروط أبعد عن العفوية، الحقيقة أن الانفصال كان في قلب
الوحدة، وإلا لما أوبعِدَ الوحدويون، وأقصوا عن مواقعهم، وقُذِفوا إلى
غياهب السجون والمعتقلات وحرقت أجسادهم، وما رجلك المُعَطَّلة إلا شاهد صدق
على ما أقوله...‏


رنا فجر
الشريف إلى غبشة المساء، التي يغزلها الطقس الشمسي الغارب، ويبث فيها غسقه
المهيب، ويلقيه مشخصات راجفة فوق الغوطة وجبال حرمون، وحكَّ مؤخرة رأسه كما
هي عادته عندما يوغل في التأمل، ونشر كلماته الملونة بالانفعالات:‏


- لاشيء
أرعبني، واعتصرني على رحى "باطوس" حجري، وخريزته الصوانية الصلدة، إلا عدم
إتاحة الفرصة لي بأن أدافع عن دولة الوحدة، كنا جميعاً غائبين عن
حمايتها.المخاض بولادتها كان عسيراً جداً، قضينا زهوة أعمارنا في خلق
المناخات المناسبة لإقامتها، ضحينا بتنظيمنا من أجلها، تحدينا في كل عري
المعوقات والأعاصير التي كانت تعصف ضدها في هذا العالم، وابتلعتنا السجون
والمنافي قرباناً على مذبحها، عذرية الوحدة في لدونتها الأولى واندفاعات
الجماهير العفوية، صوب تكوينها، أكبر الصروح التي أقامها العرب في هذا
العصر، يصعب أن نعيد تلك العذرية في المشاعر إلى سابق عهدها الأول، والمرء
لا يقطع النهر مرتين.‏


أطبق
بأسنانه على شفتيه حتى كاد يدميهما، وخيمت سكينة متوجسة، وانسحب غسق حزين
فوق أكتاف قاسيون، وارتسمت جدائل هندية فوق التلال المتعرجة، نفض الرماد
المنطفئ في غليونه وأملأه من كيس الدخان، وأشعله بقداحته المفضضة القديمة
العهد ومجَّ مجسات طويلة، والتقط بعينيه سرب طيور مهاجرة،وسافر في فراغ
اللانهاية وقال:‏


- هذا
قدرنا، سنظل نحمل صخرة رسالتنا إلى الأعالي، وتتدحرج كصخرة سيزيف إلى
الوهاد الإقليمية، لن نيأس لأنه لا يأس مع الحياة والثوري الأصيل حركة
دائمة، يحفر بمعاناته، بصمات التطور فوق أقسى التقاليد والأعراف المتقوقعة،
يقبض الجمر ويطفئه براحته، يصير محجر عينيه منفضة لسجائر الأوغاد، ولا
يقهر. يخونه جسده بالشلل في بعض أعضائه ولا ينهزم، تقول الحكمة: السمك لا
يفسد إلا من رأسه،‏


قفزت في
مخيلة غيلان الجعفي تداعيات من جب الزمن: سقراط وهو في ذروة الصحو، يشرب
كأس السم، ويرفض الهرب. الحسين يقدم إلى الشهادة برضاه وهو مدرك نهايته،
ويزرع رأسه الكريمة في تربة الشهادة، لتولد أجنة وحياة أجمل قيماً
وإنسانية، وسميه غيلان الدمشقي، يُقطع إرباً إرباً، ولا يبيع قناعته
وإيمانه في سوق النخاسين والسهروردي، وبرونو، وغيفارا وآلاف الضحايا من
المتميزين يصفعون الموت بمواقفهم لتتناسل الحياة الإنسانية الأكثر إشراقاً
وسطوعاً وتقدماً. حملقت امرأته رابعة الشريف بعينيه، اقتنصت نجوماً تلمع
مبحرة في الآماد التاريخية، ومركباً شبحياً يسبح في تألقات الدموع، وينسحق
بين جفنيه المقرحين بالفجائع. أمسكته من يده بعصبية راعشة، قادته إلى
الغرفة الداخلية، وهمست في أذنه:‏


- رأيت
النواقيس المفجعة، تقرع في عينيك، حملتني إلى البراري، صلبتني على مفارقات
غريبة، مرَّ مركبك الشبح الذي حدثتني عن رؤاه طويلاً، بلجج تخيلاتي، تكونت
تلباثية مريعة بيني وبينك، أدخلتني إلى نفق التاريخ، ومأساة المتمردين
المتفردين بقيمهم ومواقفهم، لم تكتفِ بالدخول إلى جسدي، ولكنك تدخلني إلى
تداعياتك القاسية، أخاف أن تمحي شخصيتي فيك، وأصبح أصداء في قفارك.‏


خرجت إلى
الشرفة، تسفح دموعها، تشدُّ شعرها، تنزف صورها في مسمع أخيها، وقد اعترى
الاندهاش غيلان الجعفي، وتعجب من جنون تصرفها. ربت فجر الشريف على كتف
أخته، نهنه من دموعها، أوغل في زرقة سماء لازوردية، سقطت في بؤبؤ عينيه
المتأملتين، ومضات من المستقبل البعيد، تألقت في روحه شفافية الآتي، بدت
كلماته كأنها آتية من ضباب الغيب وحدوسه، نفخ في يديه، وغمغم:‏


- ستأتي
خرائب أزمنة، تتفارق أنفسكم عن بعضها، ويتلاشى التخاطر الشفيف، وتحل
الكثافة الصفيقة، ويدب السأم، وترفع أفاعي الشكوك ألسنتها السامة، وتبتلع
حنو الحب ورحمانيته، وتخيم ليالي بلا نجوم على أيامكم، يعصف بكل اغتراب
أسود،وقتئذ تذكروني...‏


انزلق وحل
رخو، في كيان غيلان الجعفي، أصابه دوار بلون الهُوى الفاغرة، شعر بأن قدميه
تتخبطان في الوحل الرمادي، تحت سماء خاوية من النجوم، وأن زوجته تطارده
وقد حلت شعرها، ومزقت سترتها، فاعتراه ماكان قد اعتراه يوم زواج خضراء، من
هبات مهووسة، وأحس بحاجة إلى التنزه في المكان، ليتخلص من هذا الانحصار
الخانق، استوعب فجر الشريف، مرتسمات هذا الانحصار فوق وجهه، وقال:‏


- اسرح في المكان، وتقرَّ أزقة هذه المدينة، واذهب مع عمران البلوي فهو خبير بعريها، وتضاريس أحيائها....‏

نهض الأثنان،
انصبا في الأزقة، وافترقا عند ساحة أكرادجوا، وغاص غيلان وحيداً بلا هدف،
كان كلما أوغل بعيداً في قلب المدينة، تسلقه شعور، بأن هذا الانحصار
النفسي، تمتصه الضجة الخارجية، ورائحة الصخب البشري، وتخفف من غلوائه غبشة
المساء الشاعرية، التي اندلقت سحائبها الراحلة صوب جبل الشيخ الذي يشخص ظله
البعيد فوق خارطة المساء، ككائن أسطوري عملاق ينفخ من رأسه دخاناً مدمى،
وغمائم مسافرة إلى جبال لبنان وأرزه الأبدي الأخضرار.‏


وصلة تاريخية

صراع على السلطة،
مسح مسار الستينات، تقلبات حادة كمساقط جرف شاقولي، زحفت إلى إنسان ذلك
الزمن، أسف مقهور على صرح دولة الوحدة، اعتمل في وجدان الجماهير العربية،
واستحال حركة دائبة لإعادتها، صار الانفصال خشبة عائمة وسط موج من الغضب
والسخط، تتلاعب بها التيارات العاصفة، اغتنم الحزب الثوري تلك المرحلة
المترنحة لملم شتاته، أعاد تنظيم قواه، برز حرق المراحل في المخيلات،
استعاد لدونة نضاله مع القوى الوحدوية الأخرى، تسارعت الأحداث في دوّامة
نهر الحياة الصاخب، انتشت البذور التي انغرست في تربة الجماهير، تقوقع
الانفصال في سراديب ضيقة، محاولاً لجم تلك التيارات الوحدوية، ولكن عبثاً،
غدت الصيرورة تحفر في أقصى صخور القطرية، متغيرات، والانفتاح على آفاق أكثر
رحابة واتساعاً، ومع معزوفة الربيع، وتباشيره، أثمرت نضالات الثوار،
وتفتحت الأجنة التي غرسها المناضلون، وسكبوا دماءهم وتضحياتهم في أرومتها
التي أينعت، وأمسك الحزب الثوري دفة السفينة وسط أعتى الأمواج والتكلسات
الاجتماعية المتحجرة. وكان العراك ضارياً والمعوقات التي أفرزتها عصور
الانحدار والظلامية التاريخية، عاتية وعنيفة. وشهدت تلك المرحلة، مآثر
نضالية، ومواقف شامخة، قلَّ نظيرها في تاريخ الثورات، ووفق معطيات قوانين
الجدل تسرب الصراع على السلطة، إلى بنية الحزب التنظيمية، والنظرية، وانشطر
إلى أجنحة بين يمين ووسط ويسار، وطغت الهزيمة الحزيرانية، على جميع
الأحداث وانصعق الوجدان القومي من هول تأثيراتها، وترسبت في العمق مشاعر
الاحباط والغربة والنفي، وقفزت الاتهامات من أوجار الخيبة، محاولة إيجاد
التسويغ والتحليل لما فجع به العرب من ارتكاس إلى الخلف، والردة إلى خرائب
عقد النقص المعتمة، حتى نفذت هذه الأحاسيس الهمجية والإحباط الرمادي إلى
المرهفين قومياً. ووقعت الهزيمة، كالصاعقة في صميم فجر الشريف، وانسحق جسده
أمام تلك الفواجع التي أصابت الإنسان العربي، ولم يقدر أن يحتمل برجله
المعطلة، وأعصابه المنهكة الانهدامات غير المتوقعة، فآثر الرحيل عن هذا
العالم، ومات مسكوناً بالأسى والخيبة، ودفن في مقبرة ثاوية في جبل قاسيون.
وانتقل غيلان الجعفي مع زوجته إلى المدينة الساحلية، واشترى حديقة صغيرة
على مقربة من البحر، بنى فيها قبواً، واستلم مهمة نضالية. كان صلباً في
مواقفه كصخور جبال الشعرا التي أنبتته، لم يشم بروق الأحداث ووجهاتها، ولم
يستوعب مقولة التاريخ، إن الثورات كالقطط تأكل أبناءها، وأن الصيرورة في
قوانين الجدلية، تمسح الناس والأشياء، وإن من طبيعة المسارات السياسية،
المرونة، واتخاذ المواقف المناسبة لحركة التاريخ، فتصدى في كل عري،
للمتغيرات الجديدة، وراح يجذف بمركبه الممزق الشراع عكس التيار، فانطرح في
عتمة السجون مع عمران البلوي، وهرب صهره نبيل السواحلي إلى شمال أفريقيا،
ليقضي أيامه في التعليم، متنقلاً بين مدنها وواحاتها. واستقر الدكتور
الأخضر العربي في باريس، ينفخ في الرماد، ويتعكز على ماضيه، ويترصد
الأحداث. وهبط غيلان الجعفي إلى الزنزانات المقيتة، بعد أن وقع في أحبولة
لا فكاك منها في الواقع المنظور، تاركاً عين الغار وأطلال ذكريات محفورة في
شعاب الشعرا وهسهسات ينبوع الصنوبر، والأنساق الشاعرية، ووالده الشيخ الذي
أخنى عليه الزمن، وأمه المفجوعة بغيابه، ومخلفاً وراءه زوجته رابعة الشريف
وحيدة على شط الأيام في ذلك القبو مع ابنه ناصر تنوشها الغربة والحاجة،
وتحوم حولها الذئاب لتغتصب طهارتها، وتحرك أحلام العودة، مصلوبة في الخواء،
والقفر، لا يلتمع في مسالكها أي شعاع يخبرها متى يرجع زوجها إليها ومتى
ينقشع الليل السحيق في ظلمته، بعد أن فقدت أخاها وزوجها ومرفأها وأضحت قشة
عائمة تتلاعب بها أمواج الحياة وتسفها الأقدار إلى مصير مجهول، وهوات صفر
فاغرة الأشداق والمفاو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://starlook.alafdal.net
 
خرائب الأزمنة الفصل 16
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خرائب الأزمنة الفصل 14
» خرائب الأزمنة الفصل 15
»  خرائب الأزمنة الفصل 1
» خرائب الأزمنة الفصل 18
» خرائب الأزمنة الفصل 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار لوك :: الروايات-
انتقل الى: