منتديات ستار لوك
منتديات ستار لوك
منتديات ستار لوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ستار لوك


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدرس الحادي عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
Anonymous



الدرس الحادي عشر Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الحادي عشر   الدرس الحادي عشر Emptyالأحد 13 مارس 2011, 05:48

(77)
الدرس الحادي عشر
في الخوفي والرجاء
هما من الأوصاف القلبية والصفات النفسية ، ووجودهما في الإنسان من ذاتياته وفطرياته ، ولا يوجد إنسان لم يكونا فيه ولو بالنسبة إلى بعض الأمور ويختلفان بالقياس إلى الأشخاص وإلى المتعلقات في الشدة والضعف اختلافاً كثيراً.
والمراد بالخوف في المقام : الخوف من الله تعالى من مقام ذاته ، ومن غضبه وسخطه ، ومن عذابه في الدنيا وعقابه وناره في الآخرة. وبالرجاء : الرجاء منه تعالى ، رجاء رحمته وقربه وإحسانه في الدنيا ونعمه ورضاه وجنته في الآخرة وهذان هما اللذان يمكن أن لا يوجدا في الإنسان أو يوجدا قليلاً ، وهما اللذان يجب عقلاً ونقلاً ـ تحصيلها بالتفكر في عظمته وقدرته ، والتأمل في أخذه للطاغين والعاصين وبطشه ، وما صنعه تعالى بالكفار والمنافقين والمستكبرين من الأمم الماضية من الإهلاك بالطوفان والغرق والصاعقة والرجفة والصيحة والخسف


--------------------------------------------------------------------------------

(78)
والوباء والطاعون وما أوعده تعالى لأعدائه في عالم الآخرة. وبالتفكر في ما أنعم الله على عباده الصالحين في الدنيا من العلم والملك والولد والمال والنعمة والعافية وما وعده تعالى لأوليائه في الآخرة من غفرانه وإحسانه وإعطائه مقام الشهادة والشفاعة والجنة والرضوان مما يعجز عنه وصف الواصفين ولم يبلغه نعت الناعتين.
ثم إن الوصفين حالتان تعرضان على النفس كثيراً ما تكونان متلازمتين ، بل يجب أن يكونا كذلك بالنسبة لمقام رب العالمين ، بحيث لو حصل للانسان خوف منه تعالى بلا رجاء أو رجاء بلا خوف كان مما ورد النهي عنه وعبر عنهما : باليأس من روح الله والأمن من مكر الله ، بل اللازم وجودهما وتساويهما بحيث لو وزنا لم يتراجحا ، وأيضاً : من اللازم أن يكونا مسببين عن قدرة الله تعالى وعفوه وكرمه نظير ما إذا قتل زيد ولد شخص كبير قادر على الانتقام عظيم كريم الصفح ، فإنه يحصل للقاتل ـ مع ملاحظة خطأه ـ حالة خوف بالنظر إلى قدرته ورجاء بالقياس إلى كرمه ، فاللازم على العبد المذنب إذا فكر في قدرة الله أن يخاف منه ، وإذا فكر في عفوه وكرمه أن يرجوا صفحه. وأما الرجاء الحاصل من حسبان نفسه لائقاً بالعفو أو الإثابة أو رؤية عمله حسناً جميلاً يستحق به الجزاء فهو مذموم.
والحالتان قد تحصلان بالنسبة إلى الذنب وعقوبته ، وقد تحصلان بالنسبة إلى العمل الصالح وثوابه ، فالعبد كما قد يخاف من عقاب ذنبه ويرجوا العفو عنه كذلك قد يخاف من حرمان ثواب عمله ويرجوا الفوز به ، فالأولى أن نورد شيئاً مما ورد في الوصفين وآثارهما ، أي : ما ورد في صفة الخوف من الله تعالى ومن بطشه و عقابه ، وفي صفة الرجاء منه تعالى ـ رجاء غفرانه وإحسانه ـ.
فنقول : خاطب الله الناس بقوله : ( وإياي فارهبون ) (1) وقوله : ( وخافون إن
--------------------------------------------------------------------------------
1 ـ البقرة : 40.

--------------------------------------------------------------------------------

(79)
كنتم مؤمنين ) (1) وقوله : ( فلا تخشوا الناس واخشون ) (2) وقال لرسله بعدما وعدهم إهلاك الظالمين وإسكانهم الأرض : ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) (3) ووصف رسله بأنهم الذين يرجون رحمته ويخافون عذابه وقال تعالى : ( وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) (4) وقال لنبيه في حق القرآن : ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ) (5) وقال : ( أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) (6).
ووصف رجالاً من أوليائه بأنهم : ( يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ) (7).
ووصف آخرين بأنهم هم ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله ) (Cool وقال في حق الملائكة والأنبياء : ( ويرجون رحمته ويخافون عذابه ) (9) وقال في حق المتقين : ( الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون ) (10) وقال في حق المسارعين إلى الخيرات : ( والذين يوتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) (11). وقال في حق العلماء : ( إنما يخشى الله من عباده
--------------------------------------------------------------------------------
1 ـ آل عمران : 175.
2 ـ المائدة : 44.
3 ـ ابراهيم : 14.
4 ـ الحج : 34 و 35.
5 ـ الأنعام : 51.
6 ـ الأعراف : 98 و 99.
7 ـ النور : 37.
8 ـ الأحزاب : 39.
9 ـ الإسراء : 57.
10 ـ الأنبياء : 49.
11 ـ المؤمنون : 60.

--------------------------------------------------------------------------------

(80)
العلماء ) (1). وقال : ( أمن هو قانت آناء اليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) (2). وقال تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) (3) و ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ) (4). وأن المؤمنين المهاجرين ( اولئك يرجون رحمة الله ) (5). وأن المؤمنين من النصارى قالوا : ( ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ) (6) وقال : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) (7).
وورد في النصوص الصادرة عن النبي الأعظم وأهل بيته المعصومين أن الخوف رقيب القلب والرجاء شفيع النفس ، ومن كان بالله عارفاً كان من الله خائفاً واليه راجياً (Cool.
وأن الصادق عليه السلام قال : أرج الله رجاء لا يجرئك على معاصيه ، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته (9).
وأن لقمان قال لابنه : خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك ، وارج الله رجاء لوجئته بذنوب الثقلين لرحمك (10).
وأن الصادق عليه السلام قال : خف الله كأنك تراه ، وإن كنت لا تراه ، فإنه يراك (11).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدرس الحادي عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار لوك :: قسم الأخلاق-
انتقل الى: