الإستقلال المقلوب
كل سنة يكون هناك يوم عظيم في حياة كل الشعوب و خصوصا المستضعفة منها
انه يوم العيد الوطني آو كما يسمى عند الكثير بيوم الاستقلال
نعم جيل و أجيال قدمت أرواحها في سبيل هدا اليوم الموعود يوم خروج المستعمر من بلداننا و أن نعيش بكرامتنا بعد أن جردنا منها دالك المستعمر الظالم و جعلنا عيش على بقياه و ان ندرس بعد ان يدرس أبنائه و نأكل بعد أن تأكل كلابه
استشهد الآلاف هنا و الملايين هناك في سبيل هدا الهدف
فعلا تحقق و غادر المستعمر يجر الخيبة من ورائه
هدا ما كانت تعتقده عقولنا البسيطة أن خروج المستعمر من أرضنا يعني استقلالنا
كم نحن مساكين و كم نحن شعوب في قمة السذاجة حتى لا أقول الغباء
هل فعلا حصلنا على استقلالنا؟
ممكن لأننا نرى أعلامنا ترفرف فوق كل مكان ونخرج دون خوف في الشارع لا حضر تجوال و لا غيره ندرس في المدارس بحرية نلعب بحرية
أعتقد هده حية الحرية التي ولدت من رحم الاستقلال
لكن هده حرية مشروطة
نعم هي مشروطة لأنها في الأصل مخطط لها من لدن من غادر ماديا و لازال بيننا معنويا
أفكار المستعمر و سياسته لم تمت ولم نستقل بعد
ندرس بمقررات كتب لها أن تحمل بين طياتها الصور أكثر من المعلومة و إن حملت معلومة بالخطأ فهي فارغة المحتوى و إن كانت مملوءة فلا تصلح لشيء
مقرراتنا لا تساير العصر مقرراتنا لا تعطي أطر ممكن ان تسير الدولة
مقرراتنا تعطي جيش متخصص في ملئ الشبكات المساهمة و الكلمات المتقاطعة و إن تطور يملئ لعبة السودكو
هل فعلا نحن أمم مستقلة؟
عندما نجد كبريات الشركات تسير بكراسي أجنبية و أبناء الوطن مجرد عمال فيها
نفس ما عاشه أجدادنا
نعيشه اليوم
كتب علينا أن نعيش في جلباب الاستعمار بعد أن وجدنا كل شيء يتبع لهم
كليتنا مرغمين على تعلم الفرنسية و الإنجليزية للدراسة فيها بعد أن درسنا في المراحل الأولية العربية فقط بعد أن استفاق المسئولون بخطئهم أضافوا الترجمة للمقرر
لكن السؤال الذي يؤرق بالي
هل علماء المسلمين في الطب و الرياضيات و الفلك درسوا الفرنسية و الإنجليزية أم أنهم كانوا نثلنا يتحدثون لغة الضاد
ربما كانوا يتحدثون العربية
لكن اليوم كتب علينا أن نتبع الغرب في كل شيء لأنهم لم يتركونا و لم نستقل بعد
الاستقلال استقلال فكر قبل استقلال التراب
عندما نقرر مصيرنا نعلم أننا أمم مستقلة
هل حصلنا على الإستقلال فعلا؟
