منتديات ستار لوك
منتديات ستار لوك
منتديات ستار لوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ستار لوك


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  من أنجع الأدوية لقسوة القلب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Anas lakrim
المدير العام
المدير العام
Anas lakrim


ذكر عدد المساهمات : 1043
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
العمر : 25
الموقع : https://starlook.alafdal.net

 من أنجع الأدوية لقسوة القلب Empty
مُساهمةموضوع: من أنجع الأدوية لقسوة القلب    من أنجع الأدوية لقسوة القلب Emptyالثلاثاء 05 يوليو 2011, 10:11

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



قال القرطبي في "التذكرة في أحوال القبور و أمور الآخرة" : (قال العلماء رحمة الله عليهم : ليس للقلوب أنفع

من زيارة القبور و خاصّة إن كانت قاسية فعلى أصحابها أن يعالجوها بأربعة أمور :

أحدها : الإقلاع عما هي عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ و التذكر، و التخويف و الترغيب، و أخبار

الصالحين. فإن ذلك مما يلين القلوب و ينجع فيها.

الثاني : ذكر الموت فيكثر من ذكر هادم اللذّات و مفرّق الجماعات و ميتّم البنين و البنات كما تقدّم في الباب قبل،

يروى أن امرأة شكت إلى عائشة رضي الله عنها قساوة قلبها. فقالت لها : أكثري من ذكر الموت يرقّ قلبك.

ففعلت ذلك فرقّ قلبها. فجاءت تشكر عائشة رضي الله عنها. قال العلماء : تذكر الموت يردع عن المعاصي، و

يلين القلب القاسي، و يذهب الفرح بالدنيا و يهوّن المصائب فيها.

الثالث : مشاهدة المحتضرين، فإن في النظر إلى الميت و مشاهدة سكراته، و نزعاته، و تأمل صورته بعد مماته،

ما يقطع عن النفوس لذاتها، و يطرد عن القلوب مسراتها، و يمنع الأجفان من النوم، و الأبدان من الراحة، و يبعث

على العمل، و يزيد في الاجتهاد و التعب.

يروى أن الحسن البصري دخل على مريض يعوده فوجده في سكرات الموت فنظر إلى كربه، و شدة ما نزل به،

فرجع إلى أهله، بغير اللون الذي خرج به من عندهم، فقالوا له : الطعام يرحمك الله فقال : يا أهلاه عليكم

بطعامكم و شرابكم. فوالله لقد رأيت مصرعا لا أزال أعمل له حتى ألقاه.

فهذه ثلاثة أمور ينبغي لمن قسا قلبه، و لزمه ذنبه، أن يستعين بها على دواء دائه، و يستصرخ بها على فتن

الشيطان و إغوائه، فإن انتفع بها فذاك، و إن عظم عليه ران القلب، و استحكمت فيه دواعي الذنب، فزيارة قبور

الموتى تبلغ في دفع ذلك ما لا يبلغه الأول و الثاني و الثالث، و لذلك قال عليه السلام : "زوروا المقابر فإنها تذكر

الموت و الآخرة، و تزهد في الدنيا"، فالأوّل : سماع بالأذن، و الثاني : إخبار للقلب بما إليه المصير، و قائم له

مقام التخويف و التحذير في مشاهدة من احتضر، و زيارة قبر من مات من المسلمين معاينة، فلذلك كانا أبلغ من

الأول و الثاني.

قال صلى الله عليه و سلم : "ليس الخبر كالمعاينة" رواه ابن عباس و لم يروه أحد غيره إلا أن الاعتبار بحال

المحتضرين غير ممكن في كل الأوقات. و قد لا يتفق لمن أراد علاج قلبه في ساعة من الساعات، و أما زيارة

القبور : فوجودها أسرع، و الانتفاع بها أليق و أجدر، فينبغي لمن عزم على الزيارة أن يتأدب بآدابها، و يحضر

قلبه في إتيانها، و لا يكون حظه منها الطواف على الأجداث فقط، فإنّ هذه حالة تشاركه فيها بهيمة و نعوذ بالله من

ذلك. بل يقصد بزيارته : وجه الله تعالى، و إصلاح فساد قلبه، أو نفع الميت مما يتلوه عنده من القرآن. على ما

يأتي بيانه إن شاء الله تعالى. و يجتنب المشي على المقابر، و الجلوس عليها إذا دخل المقابر، و يخلع نعليه. كما

جاء في أحاديث. و يسلّم إذا دخل المقابر و يخاطبهم خطاب الحاضرين. فيقول : "السلام عليكم دار قوم

مؤمنين"، كذلك كان عليه الصلاة و السلام يقول، و كنّى بالدار عن عمارها و سكانها، و لذلك خاطبهم بالكاف و

الميم لأن العرب تعبر بالمنزل عن أهله. و إذا وصل إلى قبر ميته الذي يعرفه سلّم عليها أيضا فيقول : عليك

السلام. روى الترمذي في جامعه : (أن رجلا دخل على النبي صلى الله عليه و سلم، فقال : عليك السلام، فقال

صلى الله عليه و سلم : لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت.) و ليأته من تلقاء وجهه في زيارته

كمخاطبته حيّا، و لو خاطبه حيّا لكان الأدب استقباله بوجهه. فكذلك هنا. ثم يعتبر بمن صار تحت التراب، و

انقطع عن الأهل و الأحباب، بعد أن قاد الجيوش و العساكر، و نافس الأصحاب و العشائر، و جمع الأموال و

الذخائر، فجاءه الموت في وقت لم يحتسبه، و هول لم يرتقبه. فليتأمل الزائر حال من مضى من إخوانه، و درج

من أقرانه، الذين بلغوا الآمال و جمعوا الأموال، كيف انقطعت آمالهم، و لم تغن عنهم أموالهم، و محا التراب

محاسن وجوههم، و افترقت في القبور أجزاؤهم، و ترمل بعدهم نساؤهم، و شمل ذل اليتم أولادهم، و اقتسم غيرهم

طريقهم و بلادهم.

و ليتذكر ترددهم في المآرب، و حرصهم على نيل المطالب، و انخداعهم لمؤاتاة الأسباب، و ركونهم إلى الصحة و

الشباب، و ليعلم أن ميله إلى اللهو و اللعب كميلهم، و غفلته عما بين يديه من الموت الفظيع و الهلاك السريع

كغفلتهم، و أنه لابد صائر إلى مصيرهم، و ليحضر بقلبه ذكر من كان مترددا في أغراضه، و كيف تهدمت رجلاه،

و كان يتلذذ بالنظر إلى ما حوله و قد سالت عيناه، و يصول ببلاغة نطقه، و قد أكل الدود لسانه، و يضحك لمؤاتاة

دهره و قد أبلى التراب أسنانه، و ليتحقق أن حاله كحاله، و مآله كمآله، و عند هذا التذكر و الاعتبار، يزول عنه

جميع الأغيار الدنيوية، و يُقبل على الأعمال الأخرويّة، فيزهد في دنياه، و يقبل على طاعة مولاه، و يلين قلبه، و

تخشع جوارحه، و الله أعلم.)


رحم الله الإمام القرطبي و سائر علماء المسلمين. ملاحظة فقط : الأعمال الأخروية و الزهد في الدنيا و طاعة

المولى سبحانه لا تعني الانقطاع عن الدنيا للعكوف على العبادة بالمعنى الذي نعرفه إنما تعني كبح جماح الشهوات

و العمل الجادّ في ما يرضي الله سواء كانت عبادة محضة كالصلاة و الصوم أم كانت أيّ عمل دنيوي تكون النيّة

من ورائه ابتغاء وجه الله و إعلاء كلمته في الأرض و نصرة دينه بصفة عامّة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://starlook.alafdal.net
 
من أنجع الأدوية لقسوة القلب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طمأنينة القلب
» حياة القلب في الصلاة
»  هنيئا لمن يحمل هذا القلب ......
»  هنيئا لمن يحمل هذا القلب ......
» علامات حـــب القلب للقرآن الكريـــــم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار لوك :: الفئة الاسلامية :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: