BaSmA iBrIz
عدد المساهمات : 1387 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 25 الموقع : /https://starlook.alafdal.net
| موضوع: الحل لأسئلة طفلي التى لا تنتهي الإثنين 15 أغسطس 2011, 14:07 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يطرح الأطفال، غالباً، أسئلة تدور في أذهانهم وتشغل بالهم، في محاولة حثيثة لفهم العالم المحيط بهم والذي يكتنفه غموض يثير فضولهم. وقد تبدو أسئلتهم، أحياناً، مربكة ومحرجة للأهل الذين يحاولون الالتفاف عليها أو الإجابة عنها بطريقة مبهمة، وربما غير صحيحة!
لماذا يكثر الأطفال من طرح الأسئلة؟ وما أهمية هذه الأخيرة في العمليّة التربوية؟ وما هي الطريقة المثالية للتعامل معها؟
"سيدتي" تحمل هذه الاستفهامات إلى الاختصاصية التربوية الدكتورة نجلاء بشور: يعدّ السؤال من أهمّ الأسس التربوية الصحيحة، فهو يساعد الطفل على التعلّم، ويشكّل اللبنة الأولى لبناء شخصيّة باحثة تسعى إلى المعرفة، كما ينمّي ثقة الطفل بنفسه من خلال إدراكه أن والديه يحترمان ما يطرحه من استفسارات ويقدّران جهده للمعرفة، ما يدفعه إلى المزيد من المثابرة واستنباط أسئلة جديدة، وبالتالي يضع تحدّيات جديدة أمام الأهل في سبيل مجاراته وإشباع نهمه للتعلّم والاستطلاع.
ويستهلّ الطفل رحلة البحث والاكتشاف في مرحلة مبكرة من عمره، قد تكون بداية الشهر السادس، حيث يجول بناظريه مستطلعاً ما حوله، محرّكاً يديه في محاولة لالتقاط الأشياء أو ضربها منتظراً ما سينتج عن فعله من ردود وعواقب، كما يعمل على ربط الأشياء ببعضها وإنشاء علاقة في ما بينها. فعلى سبيل المثال، كلّما حرّك بيديه لعبة أمامه أو فوق سريره يصدر صوت معيّن أو حركة يتوقّع حدوثها في كل مرّة.
وفي المرحلة التالية، وحين تتكوّن لديه مفردات ويمتلك القدرة على النطق، يبدأ بطرح أسئلة مباشرة عمّا يصادفه من مواقف وظواهر، مندفعاً بحبّ استطلاع غريزي مفطور عليه، منذ ولادته. فنجده يردّد أسئلة كثيرة تتعلّق بما يحيط به، وبما يتعرّض له من تجارب وخبرات. فإذا سمع بأن أحداً قد توفّي، فلا بدّ أن تدفعه هذه الحادثة للسؤال عن الموت والاطمئنان إلى أن من يحبّهم لن يصيبهم الأمر عينه. أمّا إذا لاحظ أن والديّ صديقه مطلّقان فيبادر إلى الاستفسار من أمّه إذا ما كان سيواجه المصير نفسه، فيكثر من السؤال عن موضوع الطلاق والانفصال والعيش بعيداً عن الأب أو الأم، علّه يجد في الإجابة ما يطمئن باله ويبدّد خوفه من احتمال أن ينفصل والداه بدورهما، ويشهد المصير نفسه الذي عرفه صديقه. ويحاول من خلال هذه الأسئلة الشعور بالأمان، وبأن الأمور تسير على أكمل وجه وأنه لن يتألّم ولن يخسر من يحبّهم.
في المقابل، ثمّة أطفال لا يفقهون التعبير صراحةً، ولا يلقون الأسئلة علناً، إلا أنّ ذلك لا يعني أنهم لا يفكّرون أو أنهم لا يلاحظون ما يدور حولهم، أو أنهم يمتلكون مستوى ذكاء منخفضاً عن أقرانهم ممّن لا يكفّون عن طرح الأسئلة.
عوامل مؤثّرة: إنّ الدوافع التي تكمن وراء إقدام الطفل على طرح الأسئلة، نوعان: الأوّل هو حبّ الاستطلاع والاستكشاف والرغبة في التعلّم، والثاني يهدف إلى الشعور بالأمان والاطمئنان إلى ما ستؤول إليه أوضاعه.
وتجدر الإشارة إلى أن ثمّة عوامل تؤثّر في طبيعة أسئلة الطفل، أهمّها: الخبرات التي يعيشها والمواقف التي يتعرّض لها، وعلاقة الأهل به والحوار الدائم والنقاش الهادئ معه والبيئة المحيطة به بمكوّناتها كافة من: نشاطات وأفلام وأحاديث وشخصيات مختلفة ومواقف منوّعة. وكلّما واجه الطفل الكثير من المحفّزات، كلّما فتحت أمامه آفاق للاطّلاع ونوافذ يطلّ من خلالها على عوالم جديدة تشكّل بالنسبة إليه مادة دسمة للتساؤل والاكتشاف.
كيف نتعامل مع أسئلتهم؟ يتجلّى دور الأهل، في هذا المجال، بحسن الإنصات لأبنائهم واحترام كلّ ما يصدر عنهم من استفسارات وتساؤلات تسكنهم وتسيطر على تفكيرهم، مع عدم تجاهل رغبتهم في المعرفة والاطلاع أو قمعها عبر السخرية والاستخفاف بها.كما ينبغي أن تكون الإجابات واضحة، تناسب قدرة الصغير على الاستيعاب وتراعي مرحلته العمرية، مع الإشارة إلى أنه لا بأس في رفع مستوى وعيه من خلال دفعه إلى التفكير بشكل أو بآخر.
وفي السياق عينه، يشدّد لوريس مالغوزي، وهو صاحب تجربة تربوية رائدة في التعليم المبكر، على أهمية الإنصات للأطفال والاستماع إلى كل ما يدور على ألسنتهم، كما تعليمهم فن طرح الأسئلة، وذلك من خلال "الإجابات المفتوحة" أيّ تلك التي تولّد بدورها أسئلة أخرى تقفز إلى الواجهة بمجرد سماعها، وذلك بهدف بناء شخصية تبحث عن الحقيقة باستمرار، لا تكتفي بما تيسّر لديها من معطيات بسيطة أو ضئيلة.
وقد يواجه الأهل أحياناً صعوبة في الإجابة على بعض الأسئلة لعدم درايتهم أو اطّلاعهم على أمور عديدة وغياب المعلومات الدقيقة التي تلبّي نهم طفلهم للتعلّم والاكتشاف. وفي هذه الحال، لا عيب أو ضير من الاعتراف له بأنهم لا يعرفون الإجابة الصحيحة، ولا يمتلكون المعطيات الكافية. ولكن، يجدر بهم عدم التوقّف عند هذا الحدّ وطيّ الصفحة، بل تقديم اقتراح بإجراء بحث سوياً أو اللجوء إلى شخص آخر. بمعنى آخر، يجدر بالأهل ألا يقفلوا الباب أمام عمليّة البحث التي قد استهلّها الطفل وخنقها في مهدها، مع اللجوء إلى مصادر المعرفة الأخرى المتمثّلة، في:الكتب والانتر نت والأساتذة المتخصّصين، وغيرها...
كادر: أبرز الأسئلة التي يطرحها الأطفال
قد تبدو بعض الأسئلة مشتركة بين الأطفال، ومن بينها: _ كيف وُلدت؟ وأين كنت؟ كيف يمكن أن أعيش داخل رحم أمي؟ _ لماذا لا يلد الذكور أطفالاً؟ _ ما هو الموت؟ أين يذهب المتوفى؟ ومتى يعود؟ _ هل يحبّني اللّه؟ _ لماذا لا أستطيع أن أطير؟ _ السؤال عن أعضاء جسده ووظائفها. _ المقارنة بينه وبين ال. الآخر.
| |
|