السلام عليكم
( باب في المشي يوم العيد ) أصل العيد عود ؛ لأنه مشتق من عاد يعود عودا ، وهو الرجوع ، قلبت الواو ياء كما في الميزان والميقات ، وسميا عيدين لكثرة عوائد الله تعالى فيهما ، وقيل : لأنهم يعودون إليه مرة بعد أخرى ، قاله العيني .
قوله : ( حدثنا إسماعيل بن موسى ) هو الفزاري أنبأنا ( [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ( عن [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]) هو السبيعي ( عن [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]) هو الأعور .
قوله : ( من السنة أن تخرج إلى العيد ماشيا ) هذا له حكم الرفع ، وفيه دليل على أن الخروج إلى العيد ماشيا من السنة ، والحديث -وإن كان ضعيفا لكن قد ورد في هذا الباب أحاديث ضعاف أخرى تؤيده ، كما ستعرف ( وأن تأكل شيئا قبل أن تخرج ) هذا مختص بعيد الفطر ، وأما عيد الأضحى فلا يأكل حتى يصلي لما سيأتي .
قوله : ( هذا حديث حسن ) في كونه كذلك نظر ؛ لأن في سنده [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]وقد عرفت حاله .
وفي الباب عن ابن عمر وعن سعد القرظ وعن أبي رافع وعن [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه عنه قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا ، وفي إسناده عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري كذبه أحمد ، وقال أبو e]ص: 58 ] زرعة وأبو حاتم [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]: متروك ، وقال [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]: ليس مما يروى عنه .
وأما حديث سعد القرظ فأخرجه أيضا ابن ماجه بنحو حديث ابن عمر وفي إسناده عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ عن أبيه عن جده ، وقد ضعفه ابن معين . وأبوه سعد بن عمار ، قال في الميزان : لا يكاد يعرف ، وجده عمار بن سعد قال فيه [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]: لا يتابع على حديثه ، وذكره [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]في الثقات .
وأما حديث أبي رافع فأخرجه أيضا ابن ماجه عنه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأتي العيد ماشيا ، وفي إسناده مندل بن علي ومحمد بن عبد الله بن أبي رافع ، ومندل متكلم فيه ، ومحمد قال [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]منكر الحديث ، وقال ابن معين : ليس بشيء .
وأما حديث [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]فأخرجه البزار في مسنده ، ذكره الشوكاني في النيل وهو أيضا ضعيف .
قوله : ( والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم : يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشيا ، وأن لا يركب إلا من عذر ) وعليه العمل عند الحنفية أيضا ، واستدلوا على ذلك بأحاديث الباب . وقد استدل الحافظ العراقي لاستحباب المشي في صلاة العيد بعموم حديث [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]المتفق عليه . أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون . فهذا عام في كل صلاة تشرع فيها الجماعة كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين والكسوف والاستسقاء .
قال : وقد ذهب أكثر العلماء إلى أنه يستحب أن يأتي إلى صلاة العيد ماشيا ، فمن الصحابة [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]ومن التابعين [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]ومن الأئمة [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]وأحمد وغيرهم . ويستحب أيضا المشي في الرجوع كما في حديث ابن عمر وسعد القرظ . وروى [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]في حديث الحارث عن علي أنه قال : من السنة أن تأتي العيد ماشيا ثم تركب إذا رجعت .
قال العراقي : وهذا أمثل من حديث ابن عمر وسعد القرظ ، وهو الذي ذكره أصحابنا يعني الشافعية . وقد عقد الإمام [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]في صحيحه بابا لهذه المسألة بلفظ : باب المشي والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة ، وليس فيما ذكره من الأحاديث ما يدل على مشي ولا ركوب .
قال e]ص: 59 ] الحافظ في الفتح : لعله أشار بذلك إلى تضعيف ما ورد في الندب إلى المشي ثم ذكر حديث الباب وحديث سعد القرظ وحديث أبي رافع ثم قال : وأسانيد الثلاثة ضعاف ، انتهى .
قلت : أحاديث الباب وإن كانت ضعافا لكنها بعضها يعتضد ببعض ويؤيدها عموم حديث [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]المتفق عليه المذكور ، فالقول الراجح ما ذهب إليه أكثر أهل العلم ، والله تعالى أعلم .
فائدة :
أخرج [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]ثم [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]في سننهما عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يأتي الإمام ، انتهى . قال [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]: الصحيح وقفه على ابن عمر ، وقد روي مرفوعا وهو ضعيف . كذا في الدراية ونصب الراية .
فائدة ثانية :
روى مالك في الموطأ عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى . وقد روي في الاغتسال للعيدين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أحاديث كلها ضعيف . قال الحافظ في الدراية : روى ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه عن جده ، وكانت له صحبة : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل يوم الفطر ويوم النحر ويوم عرفة . وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته ، [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]وزاد : يوم الجمعة وإسناده ضعيف ، [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]عن ابن عباس : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل يوم الفطر ويوم الأضحى ، وإسناده ضعيف ، [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]عن أبي رافع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل للعيدين . وإسناده ضعيف انتهى ما في الدراية .
فائدة أخرى :
روى ابن أبي الدنيا [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين ، كذا في فتح الباري . وقال محمد بن إسماعيل الأمير في سبل السلام : يندب لبس أحسن الثياب ، والتطيب بأجود الأطياب في يوم العيد ؛ لما أخرجه [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]من حديث الحسن السبط قال : أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العيدين أن نلبس أجود ما نجد ، وأن نتطيب بأجود ما نجد ، وأن نضحي بأسمن ما نجد ؛ البقرة عن سبعة ، والجزور عن عشرة ، وأن نظهر التكبير والسكينة والوقار .
قال [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]بعد إخراجه من طريق إسحاق بن بزرج : لولا جهالة إسحاق لحكمت للحديث بالصحة . قال محمد بن إسماعيل الأمير : وليس بمجهول فقد ضعفه الأزدي ووثقه [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. ذكره في التلخيص انتهى .
وقد استدل [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]على التجمل في العيدين بحديث ابن عمر قال : أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق فأخذها فأتى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله ، ابتع هذه تجمل بها e]ص: 60 ] للعيد والوفود ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " إنما هذه لباس من لا خلاق له " الحديث ، ووجه الاستدلال به من جهة تقريره -صلى الله عليه وسلم- لعمر على أصل التجمل للعيد وقصر الإنكار على لبس مثل تلك الحلة لكونها كانت حريرا .