[b]أطلال من التاريخ...صامدة في وجه الزمن...شاهدة على تاريخ قديم...مدينة لم يتبقى منها سوى أطلال تاريخية تعبر عن حضارات متعاقبة...
تكتسي
مدينة و ليلي أهمية تاريخية كبيرة لدى المؤرخين و المهتمين بالمجال
الاركيولوجي، باعتبارها مدينة تاريخية عتيقة تصنف ضمن التراث العالمي
الإنساني منذ 1997، و من أهم المواقع الأثرية في المغرب و أكثرها استقطابا
للسياح الأجانب. و رغم الأهمية التاريخية التي تتميز بها المنطقة، غير أن
الباحث في تاريخ وليلي يصطدم بندرة المصادر و المراجع التاريخية إن لم نقل
انعدامها في المغرب. و بالتالي تبقى النتائج التي يتوصل إليها الباحثون
الاركيولوجيين هي المصدر الوحيد المعتمد في التأريخ لمنطقة وليلي.
و قد
أظهرت التنقيبات و الأبحاث الاركيولوجية التي تمت في المنطقة خلال القرن
20، أن أول استقرار سكاني بمدينة و ليلي يرجع إلى القرن 3 ق.م، كما تدل على
ذلك بعض النقائش البونيقية التي تم العثور عليها و التي تعود إلى فترة حكم
الملك يوبا الثالث و بطليموس ما بين سنة 25 ق.م و 40 م. حيث ساهمت مجموعة
من العوامل المناخية و الطبيعية في هذا الاستقرار البشري، خاصة وان
المنطقة كانت تتمتع بأراضي زراعية خصبة ووفرة المياه ( وادي الخمان و وادي
قرطاسة ) إضافة إلى وفرة مواد البناء و التي ساعدت على التجمعات السكانية
بهذه المنطقة.
و قد عرفت مدينة وليلي عدة تطورات عبر العصور القديمة حسب
المصادر التاريخية التي أوردت ذكر وليلي و خاصة بعد سنة 40 م، إلى درجة
أنها أصبحت عاصمة لموريتانيا الطنجية. كما عرفت وليلي خلال فترة حكم
الأباطرة الرومان تطورا كبيرا و حركية عمرانية متميزة، والمتمثلة في عدة
بنايات عمومية شيدت اغلبها من المواد المستخرجة من جبل زرهون، أهمها: قوس
النصر، المحكمة، معبد الكابتول و الساحات العمومية. كما تضم المدينة عدة
أحياء سكنية تتميز بمنازلها الواسعة المزينة بلوحات الفسيفساء، كالحي
الشمالي الشرقي ( منزل فينوس، منزل أعمال هرقل، قصر كورديان...) و الحي
الجنوبي ( منازل اورفي).
كما كشفت الحفريات الأثرية على عدة أثار
لمعاصر الزيتون و مطاحن للحبوب، مما يدل على أن المنطقة عرفت حركة اقتصادية
مميزة معتمدة على المنتجات الزراعية التي تنتجها منطقة وليلي مستفيدة من
الظروف الطبيعية التي تتميز بها المنطقة، كما أظهرت الأبحاث الاركيولوجية
بقايا سور دفاعي شيد في عهد الإمبراطور مارك اوريل ( 168 ـ 169 م ) تتخلله
ثمانية أبواب و عدة أبراج للمراقبة. كما كشفت الحفريات عن بنايات ضخمة و
تحف أثرية مختلفة كالأواني الفخارية والنقود و بقايا هياكل بشرية تدل على
وجود مقبرة جماعية، ومجموعة مهمة من المنحوتات الرخامية والبرونزية و
مازالت المنطقة تخضع لعدة بحوث تاريخية و اركيولوجية من إماطة اللثام عن
مجموعة من الغوامض التي يعاني منها تاريخ وليلي، خاصة و أن وليلي أصبحت
خلال السنوات الأخيرة موقعا مهما لتنظيم مجموعة من المهرجانات السينمائية و
الثقافية، العروض المسرحية في الهواء الطلق، الأمسيات الشعرية و.. كما
تشهد بشكل سنوي زيارة مكثفة للسياح الأجانب و المتعطشين إلى كل ما هو ثقافي
و حضاري و تاريخي...[/b]