السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك زوجين تطلقا فتخاصما في حضانة ولدهما أمام القاضي
فقال الزوج سيدي القاضي : أنا أحق بابني منها حملتٌه قبل ان تحمله ووضعته
قبل أن تضعه وأنا الأب وإلي ينسب
فقالت الزوجة : صدق يا سيدي القاضي حمله خفاً وحملتُه ثقلاً ووضعه شهوة ووضعته كرهاً
كان بطني وعاءه وحجري فناءه وثديي سقاءه أحرسه إذا نام وأحفظه إذا قام
فلم أزل بذلك حتى إذا استوفى فصاله وكملت خصاله واّملت نفعه وأراد أن يأخذه مني
كرها فرام قهري وأراد قسري
فرد الزوج أنا أقوم عليه في أدبه وأنظر في أوده وأمنحه علمي وألهمه
حلمي حتى يكمل عقله ويستحكم فتله
أردت أن أستعرض عليكم هذه المناقشة بين الزوجين والدفاع المستميت
لكل منهما للمحافظة على الطفل لنفسه
هكذا تحولت سنين الحب والعشرة إلى عداوة وخصومة أمام المحاكم
وتناسى الزوجين أن الطفل بحاجة إلى كليهما معاً وليس احتفاظ أحدهما به
نعطي قرار بالإنفصال وكأن الاطفال غير معنين بالأمر فيعيشون هنا أو هناك
وفي الحالتين ينقصهما دفء الأسرة واستقرارها
ناهيك عن عدم احترام الزوجين للأخر ويحاول كل طرف أن يشوه
صورة الطرف الأخر أمام أولاده ويلقي اللوم عليه بالإنفصال
فيضيع الأولاد في زحمة النقاش الذي لا ينتهي وتضمحل معها اّمالهم
بحياة كانت يمكن أن تكون أفضل لو تحمل كل طرف الاّخر واحتضنه
وقدم بعض التنازلات التي تجعل مركبة الحياة تسير بأمان
بعد ذلك ما الذي يمكن أن نقدمه لهم وقد حكمنا عليهم بفقدان الأمان
وهل ما سنقدمه يمكن أن يعوضهم عن فقدان الأسرة
مساحة حرة لأقلامكم