نطلقت يوم الجمعة (20 مايو/ أيار 2011) في العاصمة المغربية (الرباط) فعاليات مهرجان موازين الموسيقي، والذي يعتبر أحد أكبر المهرجانات الفنية في المغرب والعالم العربي. وستشارك في المهرجان هذا العام أسماء فنية كبيرة أمثال المغنية الكولومبية الشهيرة شاكيرا والمطرب المصري عمرو دياب وغيرهما من الفنانين العالميين.
منظمو المهرجان أعلنوا أيضاً أن موازين هذا العام سيشهد حدثاً فنياً متميزاً يتمثل في إنتاج أغنية سيؤديها فنانون عرب بشكل جماعي تحمل اسم «بكرة» والتي تحث الشباب العربي إلى الأمل في الغد. كلمات هذه الأغنية من تأليف الفنانة العربية الكبيرة ماجدة الرومي وإنتاج المنتج العالمي كينكي جونز.
وأعلن المنظمون أيضاً أن عائدات الحفلات الخاصة بهذه الأغنية ستخصص للجمعيات التي ترعى الأطفال في العالم العربي.
وفي الوقت الذي يفخر فيه منظمو المهرجان بالأسماء الكبيرة التي ستحضره وبالمشاريع الفنية التي ستنظم على هامشه، تعالت أصوات في المغرب رافضة لإقامة هذا المهرجان. وتعتبره نموذجاً للتبذير وإسراف المال العمومي على أمور «ثانوية»، في وقت يحتاج فيه المغرب إلى ضخ هذه الأموال في مشاريع تنموية مثل محاربة الفقر وتعزيز البنيات التحتية ودعم الفنانين المغاربة، كما يقول الرافضون للمهرجان. وفي هذا الصدد طالب شباب مغاربة في حملة أطلقوها على موقع فيسبوك، الجهة المشرفة على المهرجان بالتصريح بشكل واضح بالميزانية الحقيقية للمهرجان ونسبة الدعم الذي تقدمه الحكومة، وانتقدوا إنفاق هذه الأموال على فنانين لا يقبلون بالغناء في المغرب إلا إذا حصلوا على الملايين. وفي حوار مع «دويتشه فيله» قال عادل الصغير، منسق الحملة الوطنية للمطالبة بإلغاء مهرجان موازين، إن «المهرجان هو محاولة لتسويق صورة مغايرة للواقع المغربي وصرف أنظار العالم عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها المغرب؛ وذلك عندما يُظهر المغرب للعالم قدرته على تنظيم مهرجانات كبيرة في حجم موازين».
المشرفون على المهرجان يفندون هذا الرأي ويعتبرون «موازين» رمزاً للتعددية الثقافية والتسامح والانفتاح على الآخر، وخاصة أنه يشكل مناسبة يلتقي فيها فنانون بلدان من قارات مختلفة كاليابان والهند والبيرو، وهو ما يُحوِّل مدينة الرباط إلى عاصمة للثقافة العالمية.
أما بخصوص القول بتبذير أموال عمومية على فنانين أجانب بدل من ضخها في دعم الفنانين المغاربة، وغياب الشفافية في إنفاق هذه الأموال، فيرد المدير الفني للمهرجان عزيز داكي في حوار مع «دويتشه فيله» قائلاً: «اللجنة المنظمة صرحت بكل وضوح وشفافية بميزانية المهرجان وبأنها لم تتلقَّ سوى ستة ملايين درهم من الجهات العمومية وهي نسبة ضئيلة بالمقارنة مع الميزانية الإجمالية للمهرجان والتي تتجاوز 62 مليون درهم مغربي (اليورو يعادل 11 درهماً مغربياً) يحصل عليها المهرجان من إيرادات الإعلانات وبيع حقوق بث سهرات المهرجان لقنوات فضائية».