تتكشف يوميا صور جديدة من سوريا لضحايا التعذيب من أطفال ورجال على يد أجهزة الأمن منذ انطلاق المظاهرات المنادية بالحرية وإسقاط النظام. وأظهرت آخر الصور آثار تعذيب على جثتي فتى ومدرس في صيدا قرب درعا، في حين روى مراسل رويترز المطرود من دمشق مشاهد "لامتهان كرامة الإنسان" على يد الأمن السوري.
وقد أظهرت صور آثار التعذيب على جثمان الفتى حمزة علي الخطيب بعد اعتقاله في منطقة المساكن في صيدا بالقرب من درعا إثر مشاركته في مظاهرات جمعة الغضب يوم 29 أبريل/نيسان الماضي.
قال ناشطون سوريون إن الفتى (13 عاما) لم يكن مصابا لحظة اعتقاله، وتظهر الصور آثار طلقات نارية عدة في منطقة الصدر واليدين، كما تبين تعرضه للتعذيب وكسر عنقه وقطع عضوه التناسلي. وتحتوي الصور على مشاهد صعبة لكن الجزيرة تمتنع عن بثها كاملة لبشاعتها.
وقد شيع أهالي بلدة الجيزة بمحافظة درعا السورية الطفل حمزة الخطيب الذي كان قتل برصاص قوات الأمن السورية بعد تعرضه للتعذيب. وبث ناشطون على الإنترنت مشاهد قالوا إنها التقطت اليوم الجمعة للجنازة حيث ردد المشيعون هتافات تطالب بإسقاط النظام وبحرية سوريا.
وفي السياق أظهرت صور أخرى مدرسا سوريا اُعتقل في صيدا غربي درعا يوم 29 أبريل/نيسان الماضي. وتظهر الصور جثة أسامة حسين الزعبي (28 عاما) وعليها آثار تعذيب.
وقد سلمت السلطات جثته فيما بعد إلى ذويه في قرية المسيفرة بالقرب من درعا. وتبين صور الجثة تعرّض الزعبي لتعذيب شمل سلخ جلده في عدة أجزاء من جسمه من بينها إحدى قدميه, ويُعتقد أن الزعبي توفي أثناء التعذيب.
شريط منظمة العفو
ويأتي ذلك بعد نشر منظمة العفو الدولية تسجيل فيديو يظهر عناصر من قوات الأمن السورية وهم يطلقون النار بهدف القتل في محاولة لقمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد
جثمان المدرس أسامة حسين الزعبي يبين تعرضه للتعذيب قبل الموت (الجزيرة)
وأضافت المنظمة أن التسجيل -الذي تم أواخر مارس/آذار وأوائل أبريل/نيسان الماضيين داخل وحول مدينة درعا (جنوب) وتم تهريبه من سوريا- يُظهر مشاهد للجيش السوري وهو يداهم المسجد العمري في درعا، ومشاهد لجنود ورجال مسلحين بلباس مدني داخل المسجد يصورون جثثاً على الأرض ويحتفلون.
ويبين الشريط أيضا مجموعات كبيرة من الأطفال ينضمون إلى احتجاجات جنازات جماعية ومشهدين لعناصر من قوات الأمن بلباس موحد يضربون بالهري رجلين جريحين على الطريق، وشهادة عامل سيارة إسعاف عن منع الجيش عمليات إسعاف الجرحى.
شهادة صحفي
في غضون ذلك نشرت وكالة رويترز رواية مراسلها المطرود من دمشق الأردني سليمان الخالدي عن مشاهد التعذيب التي رآها خلال احتجازه أربعة أيام وكيف عاملته أجهزة المخابرات السورية.
وبدأ الخالدي قصته عن شاب معلق من قدميه ومتدليا رأسا على عقب وتسيل رغاوي بيضاء من فمه يسمع أنينه "غير البشري" واصفا هذا المشهد بأنه واحد من مشاهد كثيرة "للامتهان الإنساني" التي رآها خلال "استضافته بالإكراه في المخابرات السورية" بعد اعتقاله لقيامه بتغطية احتجاجات درعا في مارس/آذار الماضي.
كما روى أشكالا من الإهانات اللفظية تعرض لها وكيف صاح محقق به قائلا "إذن أنت عميل أميركي حقير جئت لتبث أخبارا عن الدمار والفوضى، يا حيوان جئت لتهين سوريا يا كلب". كما قال محقق آخر ظل يصرخ قائلا "اعترف يا كذاب اخرس يا حقير، أنت وأشكالك غربان بدكم تشوفوا سوريا تتحول إلى ليبيا".
"
اقرأ أيضا:
الحريات العامة في سوريا
"
ويوضح الخالدي كيف هدده أحد المحققين حين ضُرب للمرة الثالثة على وجهه "سنجعلك تنسى من أنت". كما جلد على كتفه مرتين مما خلف كدمات ظل يحملها لأسبوع، كما روى كيف كان ما لا يقل عن 12 من رجال الأمن عندما يقف وظهره للحائط رافعا ذراعيه إلى أعلى يمرون عليه ويدفعونه ويسمعونه الإهانات.
وعلى الرغم من أوامر المحققين بأن يظل خافضا رأسه حتى لا يستطيع رؤيتهم، تسنى للخالدي أن يرى رجلا وضعوا رأسه في كيس يصرخ من الألم أمامه، مشيرا إلى أن الأمن طلب من ذلك الشخص وهو من إدلب بشمال سوريا أن ينزع سرواله فرأى أعضاءه التناسلية المتورمة مربوطة بسلك بلاستيكي.
وأشار مراسل رويترز إلى أنه أصيب بالفزع حين انتزع رجل ملثم زوجا من الأسلاك من قابس كهربائي وصعقه في رأس ذلك الرجل من إدلب، مشيرا إلى أنه كان يسمع خارج الغرفة قعقعة السلاسل وصراخا هستيريا ما زال يدوي في رأسه حتى هذا اليوم.
وتأتي شهادة مراسل رويترز بعد يوم من نشر نفس الوكالة شهادات ثلاثة سوريين اعتقلوا بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الأخيرة، تفاصيل جلسات التعذيب التي خضعوا لها.
المصدر: الجزيرة + وكالات