الفرق المشهور بين النبي والرسول ، أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، والنبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ، ولهذا قال شيخ الإسلام بن تيمية : الرسول هو من أرسل إلى قوم كفار مكذبين يشركون بالله ولا يعبدونه ، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين بشريعة رسول قبله ولكنهم ابتعدوا عنها حبا فى الدنيا ولهوا منهم فيبدأ هو بتذكيرهم بما ارسل اليهم ويأمرهم بالعودة الى عبادة الله و يعلمهم ويحكم بينهم كما قال تعالى : (إنا أرسلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا ) فأنبياء بني اسرائيل يحكمون بالتوراة التي أنزلها الله على موسى ،
والرسول يأتيه الأمر من الله مؤيد بكتاب يبلغه للناس ويهديهم به الى عبادة الله مثل التوراة والانجيل والقرآن
أما النبى فهو ممكن أن يكون فى نفس الوقت مع رسول فى عصره مثل موسى ومعه هارون - ابراهيم عليه السلام ومعه لوط
والرسول ممكن أن يكون نبيا لأنه يتلقى كتاب من الله يبلغه للناس فهو بذلك رسول ويمشى بين الناس ويهديهم فهو بذلك نبى يهدى الناس ويعلمهم
أما النبى فهو يهدى الناس فقط ولا ينزل عليه رسالة من السماء لذلك لا يكون النبى رسولا
وقد أشار القرن الكريم إلى هذا الفرق بقوله سبحانه: “وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي..” ، وقوله سبحانه: “واذكر في الكتاب موسى إنه كان رسولاً نبياً )
وقد حكى الله سبحانه وتعالى عن أنباء الرسل والأنبياء فى القرآن الكريم فمنهم من عرفهم صراحة بأسمأهم ومنهم من حفظ الله علمهم عنده لأمر لا نعلمه
كما قال الله تعالى: “ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله”،
وقد جاء في الحديث عن أحمد وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد الأنبياء والمرسلين، فقال: يارسول الله كم المرسلون، فقال: ثلاثمائة وبضعة عشر جمعا غفيرا. منهم من قص الله تعالى علينا خبره في محكم كتابه وهم خمسة وعشرون نبياً على التفصيل، ثمانية عشر منهم في أربع آيات من سورة الأنعام هي قوله سبحانه: “وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم.
(ووهبنا له إسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين”، )
أما الخمسة الذين سماهم الله أولي العزم من الرسل هم :
نوح عليه السلام
--إبراهيم - موسى كليمه
فعيسى -ثم محمد عليه السلام هم أولو العزم
وسموا أولي العزم لكثرة عزمهم في تحمل أذى أقوامهم وجهادهم في تبليغ رسالة ربهم وهداية أممهم، أما بقية هؤلاء من سائر الأنبياء والمرسلين ومنهم الأسباط وهم أولاد يعقوب عليه السلام الأحد عشر بالإضافة إلى يوسف عليه السلام، فيجب الإيمان بهم على سبيل الاجمال
عن البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: “نحن معاشر الأنبياء اخوة ديننا واحد” والاخوة هم الاخوة لأب، ومن أمهات متفرقة، وهو تشبيه بليغ منه صلى الله عليه وسلم للأنبياء والمرسلين، لأن لهم أصلاً واحداً وهو دين الإسلام كالاخوة المتفرقين المنحدرين من أصل واحد، وهو الأب، لذلك كان الإيمان بهم أجمعين أحد أركان الإيمان فمن كفر بواحد منهم كفر بجميعهم، فخرج بذلك من دين الإسلام.
وذلك لأن الأنبياء والمرسلين كلهم مرسلون من عند الله تعالى لتبليغ الناس دينهم الذي ارتضاه لهم، وهو الإسلام، الذي هو دين كل الأنبياء والمرسلين، وإن اختلفت شرائعهم من نبي لآخر
ونصلى على خاتم الرسل والنبين محمد بن عبد الله وعلى ال بيته الكرام الطهره