اليوم العالمي للمرأة الموافق اليوم 8 مارس/آذار هو مناسبة تحتفل بها المجموعات النسائية في العالم، ويوافق الذكرى المئوية. ويحتفل أيضا بهذا اليوم في الأمم المتحدة، حيث قررت بلدان عديدة جعله يوم عيد وطني.
ويوم المرأة العالمي يمثل قصة المرأة العادية صانعة التاريخ، هذه القصة التي يعود أصلها إلى نضال المرأة على امتداد القرون من أجل المشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل.
وفيما يلي لمحات لبعض النساء اللائي كن نتاج هذا اليوم في بعض البلدان كما أوردتها صحيفة غارديان.
جنوب السودان
تقول إيميلدا ميلينغ إليوزاي إنها كانت في جنوب السودان وقت الحرب وكان أداء الفتيات في المدارس آنذاك ضعيفا. لكن في العام 1981 دخلت إليوزاي امتحان الثانوية ونالت شهادتها وانتقلت إلى الخرطوم للدراسة الجامعية وتخرجت هناك عام 2002. وعندما رجعت عينت في مدرسة جوبا الفنية عام 2004.
وكانت الأنثى الوحيدة في التدريس بين الرجال ووجدت حياة التدريس صعبة نظرا لقلة المواد والرواتب في ظل الحرب الدائرة. وبعد انتهاء الحرب ظلت الفتيات يواجهن مشاكل جمة وتركت بعضهن الدراسة لضيق الحالة المالية للآباء ومن ثم فضلوا إبقاء الفتيات في المنزل. وتعتقد إيميلدا أن جنوب السودان سيتغير بعد الاستقلال وسيتغير معه حال المرأة.
سيراليون
وتقول هوا بيو إن الحرب الأهلية هناك كانت وقتا مرعبا. وإذا كان هناك امرأة جميلة يأخذها المتمردون بالقوة لتسافر معهم لتحمل أغراضهم في الأدغال ونادرا ما كانت تعود.
وتضيف بيو أن الحياة استمرت بعد الحرب، وقد ساهمت في مساعدة النساء اللائي تضررن من الحرب للعودة إلى بيوتهن وإعادة لم شمل الأسر ببعضها. لكنها ما زالت خائفة بعد مرور 10 سنوات على الحرب، أن ينسى أمر بلدها، لأن المعونة التي تقدم له أوشكت على النفاد، ومع ذلك تحاول بيو هي وغيرها من النساء التحلي بالإيمان والتصميم لتحقيق آمالهن.
الهند
أمروتا ميهتا من مومباي وتعيش في هولندا حيث تعمل في مجال الإعلام العلمي. وتقول ميهتا إن التلفاز والجرعة الزائدة من أفلام بوليوود كانت قاسية على بنات الهند. وتضيف ميهتا أن هناك الآن نساء لهن دور بارز في إحداث إصلاحات كثيرة وأصبحت النساء مديرات في شركات كبيرة ومشاهير في أعمال البر وغيرها.
وبفضل الحقوق التي حصلت عليها استطاعت السفر وحدها للدراسة في الخارج وقد ساعدها والداها في ذلك بثقتهم فيها. وتقول إنه يجب الاحتفال بمثل هؤلاء النسوة في اليوم العالمي للمرأة.
ماليزيا
وعن وضع المرأة هناك تقول ريجينا ياو إنه تقدم ببطء لكن بثبات خلال القرن العشرين. ومع ذلك ظلت التوجهات العامة على مدار العقدين الماضيين تجاه النساء متمسكة بالتقاليد بعناد. وقالت إن الناشطات الماليزيات يعشن صراعا عنيفا مستمرا مع التقاليد والدين لمجرد المحافظة على التقدم للأمام، خاصة في وجه مقاومة التجديد الديني المتزايد لزعماء ماليزيا المسلمين الذين جلهم من الرجال.
وتضيف أن الطريق طويل أمام النساء لأخذ حقوقهن لكنهن يسرن على الطريق الصحيح، وتأمل عندما يحتفل بالذكرى المائتين لليوم العالمي للمرأة أن يتمكن من تذكر عام 2011 عاما محفزا ونقطة تحول إيجابية للنساء في ماليزيا وما بعدها.
غزة
تقول نجاح عياش، رئيسة مركز التنمية النسائية في رفح الذي يقدم دورات تدريبية لنحو 300 امرأة إن حياتها وأسرتها كانت صعبة في الثمانينيات، ومع ذلك قد تشارك الناس في الحس المجتمعي. فكان الرجال هم المعيلون بينما كانت النسوة تهتم بالأطفال.
ورغم نشأتها الفقيرة كانت نجاح محظوظة لأنها تلقت تعليما وهي الآن أم لسبعة أطفال تعيش في غرفتين في منزل أسرة زوجها. وتحكي نجاح عن معاناة أسرتها وكل من حولها من الاحتلال الإسرائيلي وأن مشاكل النساء غالبا تتركز حول تأمين الطعام والماء والكهرباء وتحاول مؤازرتهن، لكنهن يعشن حياة بائسة وكل ما يفكرن فيه هو حياة أسرهن اليومية بدلا من حقوقهن كنساء.
وتقول نجاح إن نساء غزة يحببن الحياة كغيرهن من النساء في أنحاء العالم، ورغم الافتقار إلى الحقوق الأساسية، بسبب الحصار والسياسات الظالمة للمحتل هن أقوياء ويأملن أن يلتفت العالم أكثر إليهن كي يستطعن المساعدة في بناء المجتمع الفلسطيني.
البرازيل
تقول كارمن باروسو إنها نشأت في أسرة من الطبقة المتوسطة، وعمل والداها على أن تكون ربة منزل جيدة وتحصل على شهادة دراسية إذا لم تتزوج واحتاجت لتعمل وأن تظل عذراء حتى الزواج.
وتضيف أن النساء لديهن اليوم خيارات أكثر وآفاق مهنية مفتوحة ولديهن حريات أكثر. وأهم تغيير هو طريقة تفكير النساء في أنفسهن. بمعنى أن ما كان حكرا على مجموعة صغيرة من النساء الثائرات مثلها أصبح ميزة كبيرة لأعداد كبيرة من النساء في طبقات اجتماعية مختلفة.
فهن يرين أنفسهن بشرا مستقلين أحرارا في تقرير حياتهن كما يردن ولهن حق أن يحترمن ويعاملن دون تمييز. وتضيف باروسو أن النساء أحرزن تقدما هاما في المشاركة السياسية، حيث أصبح هناك الآن رئيسة للبلاد. ومع ذلك تشتكي أن انتخاب رئيسة لم يفتح الباب لمشاركة النساء في السياسة دون تحيز.
أفغانستان
شهرزاد أكبر من جوزجان هي أول امرأة أفغانية تدرس دراسة جامعية في جامعة أكسفورد، وهي في السنة الثانية من الماجستير في دراسات التنمية ببرناج ويدنفيلد للمنح والقيادة. وتقول شهرزاد إن الحرب الأهلية، عندما كانت في السادسة من عمرها، كانت شديدة الوطأة على أسرتها مما اضطرها للانتقال إلى العاصمة كابل. ومن ثم لم تكن الدراسة أولوية للأسر الأفغانية في ذاك الوقت. لكن والديها حاولا تعليمها وإخوتها في البيت.
وإبان حكم طالبان هربت الأسرة لباكستان لكي تتمكن من مواصلة دراستها، والآن هناك 2.4 مليون فتاة أفغانية مسجلة في المدراس، مقارنة بـ5000 فقط عام 2001.
لكن لا تزال هناك عوائق كثيرة تمنع الفتيات من المدرسة وتجعل الأمر أصعب لهن للحصول على تعليم جيد مثل الفقر والزواج المبكر وبالإكراه. كما أن عدم الأمان المتزايد يجعل الأمر صعبا للفتيات للذهاب إلى المدارس، ونقص أعداد المدرسات يمثل مشكلة أيضا.
فكثير من الفتيات لا يذهبن للمدرسة لأن الآباء لا يشعرون بارتياح من تعليم الرجال لهن أو الجلوس مع الأولاد. وكثير من المدارس ليس بها مبان ومن ثم تجبر الفتيات على التعلم في خيام أو في الهواء الطلق. ومع ذلك تقول شهرزاد إن هناك كثيرا من الفتيات النجيبات والموهوبات في أفغانستان اللائي من حقهن الحصول على تعليم جيد كما كانت هي محظوظة.