الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف (الفرنسية)
ركزت الصحف الإسبانية على الخلاف بين القوى الكبرى حيال التدخل في ليبيا متهمة روسيا بأنها "تربح" من استمرار المعارك هناك، كما تطرقت إلى مبادرة العاهل المغربي الإصلاحية وتأثيرات الثورة المصرية.
فقد خصصت صحيفة "لابانغوارديا" افتتاحيتها للأوضاع في ليبيا وعللت الموقف الروسي من الأزمة بالمكاسب الاقتصادية التي تحققها موسكو من استمرار الأزمة.
وقالت الصحيفة إن إدارة أوباما كما هو حال الاتحاد الأوروبي مهتمة بالموقف في ليبيا حيث لا يكتفي العقيد معمر القذافي بمقاومة الثورة بل يبدو أنه قادر، بسبب التفوق العسكري، على قلب الموازين لصالحه إذا لم يحصل تدخل دولي لأسباب إنسانية.
ورأت أن المشكلة تكمن في كيفية تنفيذ هذا التدخل، إذ إن عملية إنسانية ستكون مبررة "لكن نظرا إلى سابقة اجتياح العراق، يجب أن تكون أيضا قانونية وهو ما يعني أن تكون بتفويض من الأمم المتحدة، وهنا يأتي دور روسيا".
وتتهم الصحيفة الزعماء الروس بأنهم "يربحون من الثورات العربية" لأن ارتفاع أسعار المحروقات -أبرز صادرات روسيا- يتيح حاليا تجاوز الأزمة التي شهدها الاقتصاد الروسي قبل ثلاث سنوات.
ولا تكتفي موسكو بجني أرباح من أسعار النفط فحسب، بل إن بوسعها كذلك استغلال الموقف لتقدم نفسها باعتبارها موردا أساسيا للبترول إلى البلدان الأوروبية، ولهذا فإن روسيا "تربح أكثر كلما طالت الحرب".
"احتكار" الشرعية
واعتبرت صحيفة "آي بي ثي" في افتتاحيتها أمس الأربعاء أن التاريخ يعيد نفسه في ليبيا، فتردد المجتمع الدولي يتزامن مع "قمع وحشي" يمارسه العقيد القذافي على الثوار والسكان المدنيين من خلال عمليات قصف جوي لا تلقى مقاومة تذكر. وترى الصحيفة أن الاختبار الذي وضعت فيه الهيئات الدولية كانت نتيجته "الشلل المريب والمشاهدة السلبية والتذرع بالشرعية الدولية".
وتضيف "آي بي ثي" أن هذه الأسباب ذاتها التي منعت التحرك في الوقت المناسب للحيلولة دون وقوع جرائم الحرب في كوسوفو إلى أن تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) وقصف صربيا وتمكن من إيقاف المجزرة، لكن الأمم المتحدة تعود لتجد نفسها في دائرة مغلقة لحق الفيتو الذي يمارسه الخماسي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية.
وترى الصحيفة أنه في مثل هذه الأوضاع "من غير المنطقي الاستمرار في الاعتقاد بأن الأمم المتحدة تمثل الشرعية الدولية" حين يتعلق الأمر بهيئة خاضعة لحق النقض من خمس دول كبرى تستغله لمصالح سياسية واقتصادية، منبهة إلى أن حلف الناتو قصف صربيا أحاديا لقناعته بأن روسيا ستستخدم حق النقض، وأن الصين وروسيا اليوم تعارضان فرض حظر جوي على ليبيا لأسباب لا علاقة لها بالشرعية الدولية.
وانتقدت "احتكار" الشرعية من قبل الأمم المتحدة ملوحة بأن كافة أعضاء الحلف الأطلسي هي دول ديمقراطية وقالت إن وصول القذافي نفسه إلى رئاسة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لم يكن على ما يبدو "مجرد صدفة".
العاهل المغربي يعد بدستور جديد
مفاجأة ملكية
واهتمت صحيفة "ألموندو" من جانبها بالإصلاحات الدستورية التي أعلن عنها العاهل المغربي محمد السادس، ورأت أن هدف هذه الإصلاحات على ما يبدو الرد على حركة شباب 20 فبراير التي تناضل من أجل المزيد من الحقوق والديمقراطية وفصل السلطات.
ورأت ألموندو أن الإصلاحات التي أعلنها العاهل المغربي مثلت "مفاجأة" في البلاد رغم أنه منذ مظاهرات 20 فبراير/شباط الماضي التي انطلقت في مدن مغربية عدة كان من المنتظر أن يتم تغيير الحكومة.
ورصدت الصحيفة أولى الردود لنشطاء مغاربة دعوا فيها إلى "مواصلة النضال" معتبرين أن خطاب الملك يساهم في الحفاظ على حماسة الشباب للمظاهرات. ورأوا أن الأمر يتعلق بأول خطاب يلقيه الملك بوصفه "إصلاحيا ورجل دولة حقيقيا" في حين طالب نشطاء آخرون بمواصلة التعبئة لتنظيم مسيرة كبرى في البلاد يوم 20 مارس/آذار الجاري.
وتنقل الصحيفة عن ناشط مغربي أنه لا ينبغي التوقف حاليا "حتى تحقيق المطالب، فالملك يحاول فقط تهدئة المغاربة".
النموذج المصري ملهم الثورات في المنطقة
ثورة رائدة
صحيفة "ألباييس" نشرت مقالا للباحث السياسي الفرنسي من أصل جزائري سامي ناير رأى فيه أن تحول مصر إلى دولة ديمقراطية –رغم أنه لا شيء مؤكد حتى اللحظة- سيؤدي إلى انتشار تجربتها في العالم العربي كالنار في الهشيم.
ورأى ناير وهو مدير معهد دراسات أوروبا والمتوسط وأستاذ زائر بجامعة بابلو ديولابيدي بإشبيلية، أنه على الرغم من أن الأوضاع لن تتغير فورا في تلك البلدان فإن النموذج المصري سيكون بالغ الأثر على زعماء الدول الإقطاعية والملكية والدكتاتورية.
ويشير في مقال تحت عنوان "العودة العظيمة لمصر" إلى أن المنطقة دخلت مرحلة جديد تقودها مصر. ورغم أن تونس الصغيرة أيقظت على نحو غير متوقع مصر فإن الأخيرة هي التي نقلت إلى الليبيين الدرس التونسي، وذلك في مسار لن يتوقف هناك.
ووفق ناير، فإن الثورة التي نتجت عن يقظة ضمير جمعي على وجود تضامن عربي لم تفلح القومية ولا الزعماء ولا الأصولية المتشددة في القضاء عليه. ورغم رفع صور لعبد الناصر في بعض المظاهرات، فإن الثورة لا تجسد أي نوع من العودة للقومية التقليدية لأن جيل ميدان التحرير الذي قادها هو جيل من المصريين "أقل أدلجة وأكثر إصرارا وواقعية من الأجيال السالفة".