بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شرك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، اما بعد :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار "
اخي اختي ان من اعجب الاشياء ان تعرف الله ثم لا تحبه ، وان تسمع داعيه ثم تتاخر عن الاجابه ، وان تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره ، وان تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له ، وان تذوق الم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الانس بطاعته ، وان تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق الى انشراح الصدر بذكره ومناجاته ، وان تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه الى نعيم الاقبال عليه والانابه اليه !!واعجب من هذا علمك انك لا بد لك منه وانت احوج شئ اليه وانت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب!! .
الله الذي انت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب ....راغب في دنيا الفناء دنيا اذا تاملتها وجدتها كامراة بغي لا تثبت مع زوج انما تخطب الازواج ليستحسنوا عليها فلا ترضى الا بالدياثة :
ميزت بين جمالها وفعالها .. فاذا الملاحة بالقباحة لا تفي
حلفت لنا ان لا تخون عهوها.. فكانها حلفت لنا ان لا تفي
السير في طلبها سير في طلب ارض مسبعة (الفخ المنصوب لصيد)والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح المفروح به منها هو عين المحزون عليه آلامها متولدة من لذاتها واحزانها من افراحها .
مآرب في الشباب لأهلها ..عذابا فصارت في المشيب عذاب
لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام فيها اماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الابد ولما استيقضوا من نوم الغفلة استرجعوا بالجد ما انتهبه العدو منهم في زمن البطالة فلما طالت عليهم الطريق تلمحوا المقصد فقرب عليهم البعيد وكلما امرّت لهم الحياة حليّ لهم تذكر "هذا يومكم الذي كنتم توعدون "(الانبياء 103)
فماذا بعد هذا ؟ الى متى الضياع ؟ ومنادي الحق ينادي ...
اين انتم من حب الله ورسوله الذي به تجدون حلاوة الايمان
والمحبة هي اول دعوة الرسل وآخر كلام العبد المؤمن الذي اذا مات عليه دخل الجنة اعترافه واقراره بهذه المحبة وافراد الرب تعالى بها فهو اول ما يدخل به في الاسلام واخر ما يخرج به من الدنيا الى الله فهي قطب رحى السعادة وروح الايمان وساق شجرة الاسلام ولاجلها انزل الله الكتاب والحديد .
فالكتاب هاد اليها ودال عليها ومفصل لها والحديد لمن خرج عنها واشرك فيها مع الله غيره ولاجلها خلقت الجنة والنار فالجنة دار اهلها الذين اخلصوا لها لله وحده فاخلصهم لها ، والنار دار من اشرك فيها مع الله غيره سوّى بينه وبين الله فيها كما اخبر تعالى عن اهلها انهم يقولون في النار لآلهتهم :"تالله ان كنا لفي ظلال مبين اذ نسويكم برب العالمين "(الشعراء 97-98)
وهذه التسوية لم تكن منهم في الافعال والصفات بحيث اعتقدوا انها مساوية لله سبحانه في افعاله وصفاته وانها كانت تسوية منهم بين الله وبينها في المحبة والعبودية فقط مع اقرارهم بالفرق بين الله وبينها فتصحيح هذه المسالةهو تصحيح شهادة لا اله الا الله فحقيق لمن نصح نفسه واحب سعادتها ونجاتها ان يتيقض لهذه المسالة علما وعملا وحالا وتكون اهم الاشياء عنده واجل علومه واعماله .
فان الشان كله فيها والمدار عليها والسؤال يوم القيامة عنها :"فوربك لنسألنّهم اجمعين عما كانوا يعملون "(الحجر 92-93).
قال غير واحد من السلف هو قول لا اله الا الله وهذا حق
فان السؤال كله عنها وعن احكامها وحقوقها وواجباتها ولوازمها فلا يسأل احد قط الا عنها وعن واجباتها ولوازمها وحقوقها قال ابو العالية : كلمتان يسال عنهما الاولون والاخرون :ماذا كنتم تعبدون ؟وماذا اجبتم المرسلين ؟فالسؤال عن ماذا كانوا يعبدون هو السؤال عنها نفسها والسؤال عن ماذا اجابوا المرسلين سؤال عن الوسيلة والطريق المؤدية اليها :هل سلكوها واجابوا الرسل لمّا دعوهم اليها فعاد الامر كله اليها
وامر هذا شانه حقيق بأن تنعقد عليه الخناصر ويعض عليه بالنواجذ ويقبض فيه على الجمر ولا يؤخذ باطراف الانامل ولا يطلب على فضله بل يجعله هو المطلب الاعظم وما سواه انما يطلب على الفضله والله الموفق لا اله غيره ولا رب سواه
فاذا قارن هذه المحبة بمهابة المحبوب و اجلاله وتعظيمه وشهود عز جلاله وعظيم سلطانه انكسرت نفسه له وذلت لعظمته واستكانت لعزته وتصاغرت لجلاله .
قلنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان الله ورسوله احب اليه مما سواهما ...."
بهذا الحب يجد حلاوة الايمان حلاوة يجدها الانسان في قلبه ولذة عظيمة لا يساويها شئ يجد انشراحا في صدره رغبة في الخير حبا لاهل الخير حلاوة لا يعرفها الا من ذاقها بعد أن حرمها .
"ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما "لم يقل ثم رسوله لان محبة الرسول عليه الصلاة والسلام هنا تابعة ونابعة من محبة الله سبحانه وتعالى فالمرأ يحب الرسول بقدر ما يحب الله كلما كان لله احب كان للرسول صلى الله عليه وسلم احب (حب الرسول يكون في الله ولا يحب لذاته الا الله عز وجل )
ومن مظاهر محبته تحب طاعته صلى الله عليه وسلم في جميع ما جاء به واتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهديه والانقياد له والتسليم ظاهرا وباطنا حتى لا يكون في القلب حرج من قضائه ، وترك مخالفته من قول او فعل ، ومحبته ولزوم سنته لا يتجاوزها الى بدعة ، وان يكون احب الينا من انفسنا ، والصادق في حبه من تظهر علامة ذلك عليه واوّلها الاقتداء به واستعمال سنته واتباع اقواله وافعاله وامتثال اوامره واجتناب نواهيه والتادب بادبه في عسره ويسره ، ومنشطه ومكرهه وايثار ما شرعه ، وحض عليه على هوى نفسه وموافقة شهوته ، واسخاط العباد في رضى الله فمن اتصف بهذه الصفة فهو كامل المحبه .
اذن يجب ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ثم لا يحب المرأ لا يحبه الا لله .
الاخوة في الله أو المحبة في الله موضوع سأتناوله لوحده انشاء الله تعالى انتظروه
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
دعواتكم
