Anas lakrim المدير العام
عدد المساهمات : 1043 تاريخ التسجيل : 28/01/2011 العمر : 25 الموقع : https://starlook.alafdal.net
| موضوع: روايتي الاولى*رمز التضحية*الجزء 1 بقلمي تم اضافة الجزء 2 الثلاثاء 05 يوليو 2011, 15:34 | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اليوم حبيت اشارككم في الجزء الاول من روايه رمز التضحية بانتضار انتقادتكم البناءه وان شاء الله تنال اعجابكم واي ملاحظة لا تبخلو علي بها انا بحاجتكم
الجزء الاول بعنوان*حلم على حافة الضياع* استقضت تتريت في الخامسة صباحا على صوت امها كالعادة,لكن هذا اليوم الوضع مختلف ,لانه بالمساء سيتقدم لخطبتها ابن عم امها محمد,صلت الطفلة ركعتين اقتصرت فيهما على قراءة سورتين تعلمتهما من ابوها سورة الفاتحة وسورة الاخلاص,شربت كأسا من الشاي وتناولت قطعة خبز وقارورة ماء ووضعتهما في حقيبتها الصغيرة المزركشة لتلهي بهما نفسها فيما تبقى من النهار,اخدت الفتاة سمتها برفقة القطيع الى الحقل ككل صباح... بالطريق صادفت الشاب ذو الوجه الوضاء,حاولت ان ترسم الابتسامة على محياها بصعوبة لكن الدموع شقت طريقها الى عيونها,نظرت اليه بنظرة دامعة ,واضطرب جسمها وبدأ وجهها يربد,حاولت ان تلقي عليه التحية لكن ثقل لسانها وخانتها الكلمات وهي في امس الحاجة للحديث...,استغرب الشاب لتصرفاتها,وشعر ببعض الفضول قادة الى السؤال:ما خطبكي أختي؟ما أن سمعت تتريت السؤال حتى رمقته بالعين الحمراء بعد ان سيطرت عليها مشاعر الغضب ,ولتحافظ على بعض كبريائها وكرامتها صرفت نظرها عنه وركزت اهتمامها على القطيع وبدات توجههم الى الوجهة الصحيحة باستعمال عصى رهوه والفاظ النداء...,ادرك الشاب ان سؤاله في غير محله وكمل طريقه...,احست بحركاته وشعرت انها قد تكون اخر مرة تصادفه فيها,لكن سرعان ما حاولت ان تبعث في نفسها الامل,رغم ان فكرة عدم اهتمامه وعدم معرفته لاسمها ازعجتها,قد لا يكون الامر يعني له شيئا ,لكن بالنسبة لها حتما يعني الكثير,لقد كان ماضيها وحاضرها ,رغم ان القدر يحاول ان يبعدها عن التمسك ولو بشعاع امل واحد... تاهت في تفكيرها لدرجة انها لم تدرك بامر وصولها الى الحقل حتى رأت القطيع قد اخذوا اماكنهم وبدأو في مهامهم,ابتسمت واخدت مكانها فوق غصن باعلى شجرة *الاركان*اعتادت الجلوس فوقه,ركزت نظرها على صخرة صغيرة توجد على الارض وذهبت بتفكريها الى حيت شاء الله ان تذهب,لعل ما يشغلها هو خوفها وارتباكها مما سيحدث بالمساء,رغم انها لم تعتد الخوف بحياتها مهما كانت بسيطة وصغيرة في السن...,تتخيل شكله فهي لم تره في حياتها كل ما تعرفه عنه انه في سن الثلاتين وهي في الرابعة عشر من عمرها,اختلطت عليها الامور ولم تجد سوى قطعة الخبر لتؤنسها في في وحدتها,شرعت في تناولها بطريقة شرسة وعنيفة ,كأنها تحاول التحرر من تاثير الصدمة ,وبدأت بارسال عبرة اثر عبرة ,وتئن انينا محزنا ورغبة الصراخ تجتاحها بين الفينة والاخرى,اقل ما يمكن ان يقال عليها انه مذهوب بها وببساطة!! مر الوقت بسرعة ,لم تحس به ابدا الى ان حان وقت غروب الشمس...,ادركت انه لم يتبقى على تقرير مصيرها الا القليل ,وضعت القنينة الفارغة في حقيبتها وجمعت القطيع وعادت بادراجها الى المنزل,وضعت القطيع بالحظيرة ,ثم قامت بدق الباب,فتحت لها امها وقامت بتجاهلها ودخلت المنزل كالملتاثة,خافت الام عل وضعها وتبعتها الى غرفة كان بها اثات بسيط جدا يقتصر على بعض الاغطية متناسقة الالوان و سبعة وسائد ومائدة صغيرة في وسط الغرفة,كانت هده الغرفة مخصصة لاستقبال الضيوف,جلست الفتاة ووضعت راسها فوق ركبتيها كانها تحاول ان تلملم بقايا روحها,وضعت الام يدها على رأسها ,بعد ان احست الفتاة بلمسة امها رفعت راسها ورات الام الدموع تنهمر على خديها ومسحتها بيديها الحنونتين,وابتسمت قائلة:اي فتاة في الكون مصيرها الزواج قد لا تستوعبين الفكرة بالاول لكن ستتعودين على الامر,تأكدي يا طفلتي انا ايضا بيوم من الايام كنت بنفس الموقف,لقد حضرت لكي ملابس جديدة لترتديها وساجهز لكي ماء دافئا لتغسلي وجهكي ورجليكي,لعل يومكي كان شاقا ...,وساجهز لك ايضا الاكل قد تكونين جائعة...انتي حتى لا تقولين ماذا تريدين...لم تستطع الفتاة ان تكتم غيضها كثيرا,خصوصا وانها شعرت برغبة امها في ترك المكان,فصرخت صرخة واحدة استجمعت فيها جميع آهاتها: انا لن اقبل بالامر, لن اقبل,لن اقبــــــــــــل!! انا حتى لم تأخذوا رأيي في الموضوع ...لم تكلفوا انفسكم حتى باستشارتي...كيف ساقبل برجل يكبرني بستة عشر سنة وانا لا اعرف عنه شيئا,سيكون الموت اهون حتما ...ما ان اكملت هذه الكلمات حتى حظر ابوها قائلا. ما هذه الاصوات المتعالية؟؟ماذا يجري هنا ؟؟اجابت الام محاولة ان تخفف من غضب زوجها .لا شيئ يا احمد الفتاة اختلطت عليها الامور ,انت تعرف انها مازالت صغيرة وطائشة ولا تعي ما تقوله,رد الاب ضاحكا.ههه قلتي صغيرة البنات في مثل سنها تزوجن وصرن امهات...توجه لبنته قائلا.ماذا بكي؟؟لا تقولي ان الوضع لم يعجبكي ,لو لفيتي القرية باكملها لن تجدي مثله ,ردت تتريت بنبرة لم تخاطب بها اباها يوما. نعم,نعم,لا اريـــد,لن اجبر على شيئ لست مقتنعة به,اجابها. لماذا؟؟,ثم اجابته باكبر كلام ممنوع . لانني وببساطة لا احبه,جرها ابوها بكل ما اوتي من قوة من شعرها...,قائلا: ياحقيرة,يا قليلة الادب كيف تتجرئين على قول هذا الكلام,وماذا تعرفين عنه اصلا!!؟لم يمنعها الالم من الاجابة قائلة. انت منذ طفولتي حرمتني من الكثير ,بسببك انت وشكوكك لم ادرس كباقي الفتيات,قد تمنعني من الكثير لكن لم تمنع قلبي ان يخفق لمن يريد,الله خلق القلوب وخلق فيها الحب ويامرنا بالحب ,قد تمنعني عن الحب بمجرد انتزاعك لقلبي,اذن ماذا تنتظر افعل ذلك اذا اردت,كامثالك انت لن تستوعب هذا الكلام ,وبكل بساطة انا لن يعمي الطمع عيني وقلبي لابيع ابنائي للحصول على بعض المال والمجد,هذا انت يا ابي المحترم,هذا هو هدفك باختصار,لم يستطع الاب ان يتحمل بعض الحقيقة والصدق الذي استشعره من كلامها واستمر في جرها الى باب المنزل وفتح الباب ,ثم توجه برفقتها الى الحظيرة,وقام بربط يديها وغلق فمها بقطعة قماش لكي لا يصل صوتها الى المنزل وللجيران ايضا,وقال هذا هو مكانك الملائم مع الحيوانات امثالك,والوضع سيستمر الى ان يعقد نكاحك بمحمد,تم غلق باب الحظيرة بقوة وتوجه الى الام وبدا بالصراخ عليها قائلا;كل ما يحدث الان بسبب سوء تربيتك لها,التزمت المراة الصمت كالعادة وقلبها يتقطع على وضع بنتها,لكن ليس باليد حيلة...,وما هي الا دقائق حتى وصل محمد, الشاب قوي البنية وطويل القامة ,استقبله احمد وزوجته بكل سرور ,توجه الزوج ومحمد الى غرفة الضيوف بينما توجهت الام الى المطبخ وفي يدها كيس به قوالب من السكر كما تنص عليه العادات والتقاليد حينها,جهزت الاكل وتناولته برفقتهم,وتبادلوا اطراف الحديث لساعات طويلة ,وفي الاخير اتفقوا على عقد النكاح بعد اربعة ايام نظرا لانشغالات محمد,الاب اسعده الاتفاق والاسباب واضحة...,بعد ان قطع محمد الامل في ظهور زوجته المستقبلية الجميلة حسب اراء بعض الناس من حوله يعرفونها ولو معرفة سطحية,تلك الليلة اختار الرحيل لان الوقت تاخر,وفي هداة من الليل اخد الجميع مضاجعهم كانه شيئ لم يكن ,الا تتريت التي لم يغمض لها جفن طوال الليل بسبب الظروف القاسية بالحظيرة كبرودة الطقس والروائح الكريهة والحشرات المزعجة المتواجدة بالمكان من جهة,وبسبب فضولها لمعرفة ما حصل ولخوفها ايضا من مصيرها من جهة اخرى,وكلها امور سببت لها الارق ,لكن كل ما كانت متاكدة منه في تلك اللحظات هو انه قد كتب لها في لوحة المقادير حزن وشقاء قد يرافقها طوال حياتها,وكيف لا والسعادة بالنسبة لها وكاي مراهقة هي سعادة الحب ولا يمكنها النظر لغيرها,لانها لا تستطيع ان تعيش بدون تلك المشاعر مادام لها قلب ينبض بالحياة.
|
| |
|