قال العقيد الليبي معمر القذافي اليوم إن نظامه قادر على نقل الحرب إلى أوروبا إن أراد، في كلمة صوتية ألقيت وسط الآلاف في الساحة الخضراء في طرابلس، حث فيها التحالف الدولي على إنهاء عملياته حتى لا يواجه "كارثة"، مؤكدا أنه لن يغادر الحكم.
وقال في كلمته التي بثت من مكان غير معلوم إن الشعب الليبي "قادر في يومٍ ما أن ينقل المعركة إلى البحر المتوسط وأوروبا، قد يستبيح بيوتكم ومكاتبكم وعائلاتكم لتصبح كلها أهدافا عسكرية مشروعة"، على أساس مبدأ المعاملة بالمثل كما ذكر.
وأضاف "إذا قررنا نحن قادرون على أن ننتقل إلى أوروبا، مثل الجراد مثل النحل، ولكن ننصحكم أن تتراجعوا قبل أن تحل بكم الكارثة".
وتعهد القذافي بألا يغادر السلطة، وقال إن قادة إيطاليا وفرنسا وبريطانيا إنما يحرثون "في البحر والرمل"، واستنكر مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه وبحق نجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وكان تجمع اليوم في الساحة الخضراء من أكبر التجمعات التي التأمت تأييدا للقذافي منذ بدأ النزاع في فبراير/شباط الماضي.
مذكرات مضحكة
وجاء خطاب القذافي بعد أربعة أيام من صدور مذكرات التوقيف التي عدها نجله سيف الإسلام بالمضحكة.
سيف الإسلام قال إن بلاده أخطأت بعدم بناء جيش قوي وبثقتها بالغرب (الجزيرة-أرشيف)
وقال سيف الإسلام في لقاء مع قناة روسيا اليوم إنه لا علاقة له بعمليات القتل المنسوبة إليه، فـ"حتى المتمردون أنفسهم لا يتهموني باستخدام العنف أو قتل البشر، أنا لا أشغل أي منصب عسكري أو حكومي، من المضحك أن يتهموني بقتل الناس".
ووصف سيف الإسلام القتلى الذين سقطوا في الأيام الأولى بـ"مسلحين يحاولون اقتحام مراكز عسكرية.. عرفنا فيما بعد أن أكثرهم ينتمون إلى جماعات إسلامية، لكن الأوان قد فات".
مفاوضات سرية
واعتبر أن بلاده أخطأت بعدم بناء جيش قوي، وبثقتها في الغرب الذي يلوّح حسبه بالمحكمة الجنائية، ويفاوض في الوقت نفسه النظام الليبي سرا للدفع به إلى صفقة تنهي الملاحقات بحق القادة الليبيين إن قبلوا بها.
وقال سيف الإسلام "الكثير من الدول -كإيران وكوريا الشمالية- تقول لنا هل اكتشفتم خطأكم أيها الليبيون؟ تخليتم عن أسلحة الدمار الشامل وأغلقتم برنامجكم لتصميم الصواريخ البالستية، وها هي النتيجة"، والدرس المستخلص من ذلك كما قال "كونوا أقوياء، لا تثقوا بالغرب أبدا".
واستطاعت المعارضة الليبية ممثلة في المجلس الوطني الانتقالي منذ بدء المعارك في فبراير/شباط الماضي السيطرة على أغلب الشرق الليبي، وعلى جيوب في جبال الغرب، لكن العاصمة طرابلس ما زالت تحت سيطرة القذافي.