[center]السياسات الثلاث الفعالة التربيةهناك بعض المربين يرى أن كلمة تربية تعني التهذيب الخلقي أو التأديب وغرس الفضيلة، والبعض الآخر يرى أن معناها غرس المعلومات والمهارات المعرفية، واتجاه آخر يرى أنها إعداد الفرد لكسب العيش، فالغرض الرئيسي من التربية عندهم هو إعداد القوى العاملة.
ونحن في تربيتنا لأبنائنا لو رك. على هذه المفاهيم الثلاثة السابقة للتربية لحصلنا على نتيجة جيدة ومتكاملة.
السياسات الثلاث الفعالة
أولاً: سياسة النفس الطويل ( وسع صدرك ):
وسع صدرك عند مواجهة أخطاء ابنك، فثمة حقائق أساسية لو فهمها المربي لوصل بسلوكه إلى درجة عالية من ضبط النفس في مواجهة مشكلات أبنائه، وهي كالتالي:
1- إن المعايير في عالم الطفل تختلف عن المعايير التي اكتسبناها عبر عشرات السنين من أعمارنا، بل إن التربية في أحد معانيها هي تعديل وتنقية للسلوك.
والسلوك لا يتعدل هكذا بطريقة آلية، وإنما بتعديل القيم والمعايير التي تحكمه، لذا فإن السعي الصحيح إلى تعديل سلوك الطفل يكون بمحاولة تقريبه رويدا رويدا من معاييرنا وقيمنا السامية.
2- إن الخطأ من طبيعة السواد الأعظم من الأطفال، فالأطفال يجربون ما اكتسبوه من الحواس، ولا يستطيع وعيهم أن يدرك الحق والصواب، كما نفهم نحن، فهم يتعرضون لتأثيرات خارجية بعضها إيجابي وبعضها سلبي، ولا يمكن استيعاب حدود حريتهم أين تبدأ وأين تنتهي، فيخطئون ويكون لأخطائهم مبرراتها، بينما لا يكون للمربين مبررات لعدم الصبر على هذه الأخطاء وعلاجها بأناة وحكمة.
3- إن مشكلات الأطفال لا يمكن أن تنتهي بين يوم وليلة، وإنما تتطلب زمنا يطول ويقصر حسب شخصية الطفل وظروفه وبيئته، فهي تتطلب برنامج علاج متأن يتراوح بين الثواب والعقاب والقدوة والنصيحة والزجر والترغيب والترهيب، حتى لا تنشأ العلل النفسية في حياة الطفل مما يؤثر عليه في المستقبل.
ولا يعني هذا على الإطلاق ترك حباله على غاربها، بل لابد من إظهار استيائنا من الأخطاء التي نفترض مسؤوليته المباشرة عنها، على أن يتم ذلك بصورة حازمة يرافقها تبيان لما ارتكبه من أخطاء وكيفية السلوك الأمثل ثم الحصول على وعد بعدم التكرار.
ثانياً: سياسة التعريض ( أنت أعني وافهمي يا جارة):
يعد أسلوب التعريض من الأساليب المهمة لتغيير سلوك الطفل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما بال أقوام كذا وكذا؟)
الفوائد التربوية لهذا الأسلوب
1- يحفظ درجة شخصية الطفل عند إخوانه وأصحابه فلا يقل شأنه بينهم، ولا يصاب بالإحباط وما يترتب عليه من أمراض نفسية معقدة.
2- يؤدي إلى زيادة روابط الثقة والمحبة بين الوالدين والطفل، لأن الطفل يحس بالطمأنينة مما يؤدي بالتالي إلى استعداده النفسي والفكري لتصحيح خطئه.
3- يصحح أخطاء تربوية موجودة في أطفال آخرين ربما يكونون إخوان الطفل، فمثلا عندما يقول المربي: " ما بال أطفال يغتابون أصدقاءهم" فيتهيأ هؤلاء إلى خطئهم فيصححونه.
ثالثاً: سياسة التجاهل
إن كثيراً من أنواع السلوك التي تسبب الإزعاج للأسرة يمكن أن تختفي في فترات قصيرة بمجرد تجاهلها.
ومن أنواع السلوك التي يمكن علاجها بالتجاهل:
البكاء والعويل، والتكشير، والعزوف عن الطعام، ويمكن استخدام التجاهل عند محاولة الطفل الضغط على مشاعرنا، لكي نشعر بالضيق ونلبي مطالبه ونقع في مصيدة إسعاد الطفل.
ومن عيوب هذا الأسلوب
- أن تأثيره تدريجي: فالطفل قد يلطخ الجدران بالألوان أربعين وخمسين مرة بعد استخدام أسلوب التجاهل وقبل توقف السلوك تماماً.
- أن بعض أنواع السلوك يكون مدمرا جداً فلا تسمح بحدوثه عدة مرات، وبسبب هذه العيوب قد لا يكون أسلوب التجاهل هو الأسلوب الأمثل لإلغاء السلوك غير المرغوب دائماً.
كيف يكون أسلوب التجاهل أسلوبا فعالا في تربيتنا لأبنائنا؟
ولكي يكون التجاهل فعالا فلابد من توافر شروط منها:
- الانتظام في تطبيق طريقة التجاهل: فمن المعروف أن الطفل إذا اعتاد الانتباه من الآباء فإن السلوك غير المرغوب فيه عنده يصبح أكثر مما كان عليه من قبل..
- اللغة البدنية الملائمة: عند تطبيق التجاهل تجنب الاحتكاك البصري بالطفل والتفت بعيدا عنه حتى لا يرى تعبيراتك.
- أبعد نفسك مكانيا: أي لا تكون قريبا من الطفل خلال ظهور السلوك السييء.
- احتفظ بتعابير وجهك محايدة: فاختلاس النظر للطفل أو إظهار الغضب يفسد التجاهل المنظم، لأنك تكافئ الطفل بالانتباه إلى أخطائه.
- لا تدخل في حوار معه أو جدل خلال فترة التجاهل.
- قيم التجاهل فورا، وهل أعطى نتيجة أم لا، ولا تتجاهل الشخص بل تجاهل فقط السلوك.
إن المقصود من التجاهل هو التخلي عن بعض الجوانب السيئة عند طفلك، لكن الاهتمام الإيجابي والرعاية وامتداح قدرات الطفل تعتبر من أقصر الطرق لتكوين طفولة ناجحة، كما أنها تقوي العلاقة بين الأبوين والطفل، مما يجعل آثارها التالية من حيث الارتباط الوجداني إيجابية