منتديات ستار لوك
منتديات ستار لوك
منتديات ستار لوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ستار لوك


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  ┬╦╬ روآية ثلاثية الحزن والقلق والوحدة ! ╬╦┬

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
BaSmA iBrIz

BaSmA iBrIz


انثى عدد المساهمات : 1387
تاريخ التسجيل : 04/03/2011
العمر : 25
الموقع : /https://starlook.alafdal.net

 ┬╦╬ روآية ثلاثية الحزن والقلق والوحدة ! ╬╦┬ Empty
مُساهمةموضوع: ┬╦╬ روآية ثلاثية الحزن والقلق والوحدة ! ╬╦┬    ┬╦╬ روآية ثلاثية الحزن والقلق والوحدة ! ╬╦┬ Emptyالجمعة 12 أغسطس 2011, 12:09

ثلاثية الحزن والقلق والوحدة

هبطت الطائرة أخيراً في مطار دمشق، وقد تجاوزت الساعة الثالثة صباحاً.‏

كان بيتر في انتظاري.. أخبرته عن آخر تطورات حالة ليلى الصحية والنفسية، وعن دوائها الذي أوقفوه لأن له مضاعفات سلبية، وعن بطئهم في البحث عن بديل لدرجة أفقدتني صوابي...‏

إنهم مميّزون من حيث الرعاية والتأهيل؛ لكن خبرتهم بهذا المرض بالذات قليلة لندرة الإصابات بها في بلادهم، خاصة في هذا السن المبكر.‏

وأخبرت بيتر عن سوزانا وأوليفييه..‏

سوزانا.. الطبيبة الإسبانية من برشلونة التي تعرفت عليها منذ سنوات، وتصر دائماً على أنها قشتالية وليست إسبانية..‏

بفضلها عرفت أن تلك الكلمة التي نتداولها كثيراً، كلمة قشتالية الأصل، وليست كلمة عربية عندما سمعتها تقولها لأختها: "طاولة"!‏

أما زوجها اوليفييه؛ فمهندس طيران تجري في عروقه بعض من دماء عربية جزائرية!.‏

أمضينا أوقاتاً طويلة وراء شاشة الانترنيت نبحث عن مواقع يمكننا النفاذ إليها للبحث عن دواء بديل، وحان وقت سفري ولم يحالفنا الحظ..‏

أخبرت بيتر عن أجنس وألبرت؛ فسألني مباشرة إن كنت قد أخبرتها عنا، وقبل أن أجيبه أردف إن لا مانع لديه أن كنت فعلت.‏

أخبرني بيتر عما فعله أثناء غيابي، وأخبرني عنك!‏

أخبرني أنه رآك في مطعم "طل القمر"..‏

كانت سناء وخطيبها وأصدقاء لهما هناك، وزوج أختك مع أناس آخرين؛ فنهض زوج أختك وجاء يسلّم عليه. ثم جئت أنت مع امرأة حمراء الشعر، ولمحته من زاويتك..‏

كنت تتأمله، وكان يلحظ ذلك بطرف عينه؛ فاستدار إليك ليحييك؛ لكنك سرعان ما أشحت بوجهك عنه!! (أنت معذور طبعاً.. قال لي أنه يعذرك، وأنا عذرتك؛ فعذرك عندي أكبر من عذرك عنده!!‏

..لكن تلك المرأة التي كانت بصحبتك.. تلك المرأة ذات الشعر الأحمر القصير.. من تراها تكون؟!.. هل هي صديقتك الجديدة"؟.)‏

سألت بيتر:‏

-.. هل كانت جميلة؟‏

-من؟‏

-تلك المرأة التي كانت برفقته.‏

-لم أنتبه إليها.. ربما كانت جميلة.. هل تشعرين بالغيرة؟!‏

(يسألني، وكأني لست زوجته.. زوجته التي تستفسر منه عن رجل تحبه، وهو يعلم!!).‏

-نعم، أغار.. أغار، والأسوأ من ذلك أني، لا أقول لـه؛ بل لك أنت!!.. ألا يبعث هذا كله على الجنون؟!!‏

حملق بي في ذهول، وقد ارتفع صوتي:‏

-.. وأنا مجنونة.. أنا امرأة مجنونة!!‏

الغيرة هي نوع من الأنانية.‏

والحب.. أليس أيضاً نوعاً من الأنانية؟‏

إنه يبدو كذلك للوهلة الأولى..‏

نحن نحب لأننا نريد أن نمتلك.‏

ونغار لأننا نخاف أن نفقد ما نظن أننا نمتلكه.‏

لكننا في الحقيقة لا نمتلك أحداً.. لا نمتلك مشاعرنا.‏

الحب لا يمنحنا أبداً القدرة على الامتلاك؛ بل يسلبنا إياها ويجعلنا نحن ومشاعرنا ملكاً لغيرنا..‏

لكنه يمنحنا بالمقابل سعادة لا تساويها كنوز الأرض، ويعيد خلقنا من جديد.‏

والغيرة؟‏

الحب والغيرة.. كالوردة وعبيرها.‏

لا يمكن الفصل بينهما، ومن يحب يغار.. يا بيتر.. يا صديقي.‏

لا تقل لي بعد اليوم أنك تحبني.‏

لا تذكّرني بأفلاطون..‏

أنا لا أحب أفلاطون، وأكره حبه!‏

دعتنا ريما لزيارتها أنا وبيتر. إنها هنا في منزل والديها بالقرية تستمتع بإجازة لمدة يومين.‏

تناولنا المرطبات مع والديها، ثم ذهبنا إلى المطعم.. إلى مطعم "طل القمر"..‏

المطعم الذي رآك بيتر ورأيته فيه..‏
كانت نظراتي تتجه إلى تلك الزاوية حيث كنت تجلس.. أتخيلك جالس هناك، وأتمنى لو تأتي وأراك!‏

في اليوم التالي، كنت منهمكة في العمل في الحديقة عندما رن الهاتف.. كانت ريما على الطرف الآخر تدعوني لمرافقتها إلى الشاليه لنتمتع بيوم على شاطئ البحر:‏

-آه يا ريما.. لا أستطيع.. سيكون بيتر لوحده طوال اليوم.‏

-وما الضير في ذلك؟.. سيشبع منك غداً عندما أعود إلى دمشق.. أرجوك تعالي معنا.‏

-حسناً.. سأخبره وآتي إن لم يكن ذلك يزعجه.. سأعاود الاتصال بك بعد دقائق.‏

لم تكن لدي رغبة حقيقة بالذهاب إلى البحر، ولا الرغبة بحديث ليس سوى ثرثرة.. كنت أفضل البقاء معه لو أنه طلب مني ذلك؛ لكنه لم يمانع، ولم يزعجه غيابي، بل شجعني قائلاً:‏

-اذهبي واستمتعي بالبحر، ولا تشغلي بالك بالنسبة لي؛ فأنا لا يضيرني البقاء وحدي اليوم.‏

جلست مع ريما على الشاطئ الرملي ندخن سيجارة ونتحدث..‏

أخبرتني أنك مسافر إلى واشنطن، ولن تعود قبل الرابع من الشهر.. شهر تموز..‏

لقد سافرت أنت في نفس اليوم الذي عدت أنا فيه.. ستغيب أسبوعين آخرين إذن.‏

(مسافر أنت وبعيد، ولقد سافرت أنا وبعدت؛ لكنك بقيت مني قريب جداً.. أنا مشتاقة إليك رغم كل شيء أيها المغرور..‏

ألم يخطر ببالك أن تسأل ولو مرة ريما عني؟!‏

هي تخبرك عمداً أني سافرت؛ فتتساءل مستغرباً: هل حدث شيء؟!‏

هل كان سؤالك العفوي دليلاً على أن أمري يهمك فعلاً؟..‏

أظننت لوهلة أني عنيت ما قلته لك ذاك اليوم في العيادة، وأني عدت من حيث أتيت، وإلى غير رجعة، فتحرك في داخلك شيء أود من كل قلبي أن يتحرك؟!).‏

سألت ريما:‏

-هل ترك خالك لكم عنوانه في واشنطن؟‏

-لا.. لماذا؟‏

-أود أن أرسل له فاكساً إلى هناك.. لقد أوقفوا إعطاء ليلى أحد الأدوية؛ لأن له تأثيرات جانبية، والدواء مستورد خصيصاً من أجلها من الولايات المتحدة.. من البلد التي يتواجد فيها خالك الآن.‏

إنهم يبحثون لها عن دواء بديل، وقد فكرت أنه ربما كان باستطاعة خالك مساعدتي.. ربما يستطيع مساعدتي بطريقة ما، خاصة أنه هناك، ومرضها نوعاً ما من اختصاصه أيضاً.‏

-إنه بالطبع لن يبخل عليك بالمساعدة إن طلبت منه ذلك.‏

في طريق العودة سألني زوج أختك بلا مقدمات إن كان لبيتر صديقة؛ فهذا أمر طبيعي في أوروبا!!‏

استغربت؛ بل استهجنت سؤاله.. ليس لأني أعرف أنه أمر طبيعي في أوروبا، (وطبيعي هنا؛ لكننا نتكتم عليه.. وهذا هو الفرق بيننا وبينهم!).‏

وليس لأني أعرف أن لا صديقة لبيتر هناك؛ ولكن لأني أعجب من الرجل.. يراه أمراً طبيعياً؛ كونه رجلاً أن يكون له صديقة.. ولأن زوج أختك أولاً وأخيراً يتجرأ أن يسألني عن أمر شخصي كهذا!‏

فقلت له:‏

ليست الخيانة أن يكون للرجل صديقة.. إن الخيانة هي الكذب!.. أن يكذب الرجل على شريكة حياته ويشاركها فراشها وهو يوهمها أنه يحبها بينما تكون لـه صديقة، وربما صديقات في الخفاء... نحن أحياناً لا نستطيع التحكم بعواطفنا التي قد تكون أكبر منا، والإنسان قادر أكثر على المسامحة بوجود الصراحة والصدق، وعاجز عنها أكثر بوجود الكذب.. أنا أعلم علم اليقين أن ليس لبيتر صديقة، وإن حدث ذلك، فسأكون بالتأكيد أول من يعلم!‏

وعاد يسألني.. يسألني هذه المرة إن كان لي صديق!‏

وأحببت أن يكون جوابي هذه المرة صاعقاً، وعلى مبدأ المساواة بن المرأة والرجل؛ فقلت له:‏

-كان من الممكن أن يكون لي صديق، ولكنه لم يكن!!‏

****‏

حلمت أحلاماً غريبة متتالية:‏

حلمت أني أرتدي الثوب الذي خيّطته لعرس سحر (أمل يتحقق)، وأنك تأتي لتزورني في بيتي وبيدك مسدس تضعه جانباً وتجلس قبالتي تحدثني (علي ألا أثير غضبك)، وأنني أقف أمام لوحة إعلانية (مفاجآت جديدة)...‏

اتصلت بي سناء لتخبرني أنها ستتزوج في اليوم الأول من شهر تموز، وستكون مجرد حفلة بسيطة.. شعرت بالخيبة؛ فأنت لن تكون موجوداً فيها..‏

ليت سناء تؤجل الموعد؛ فأنا لم أخيط الفستان إلا لكي تراني أنت فيه.. أردت أن أبدو جميلة (ربما) في عينيك. ذهبت بعد أيام إلى سناء أزورها، وما إن توارت في المطبخ لتعد القهوة، حتى اقتربت أمها مني تهمس لي مخافة أن تسمعها سناء:‏

-آه يا ابنتي.. لقد ارتحت أخيراً.. ارتحت أن سناء خطبت، وأنها ستتزوج قريباً.‏

لقد عذبتني كثيراً.. بسببه!‏

-بسبب من؟!‏

-بسبب الدكتور "..."، أرجوك لا تقولي لها أني أخبرتك.. سوف يغضبها ذلك!‏

-....!!‏

-لقد كان يحبها وينوي خطبتها؛ لكن أهله جن جنونهم عندما عرفوا، وخاصة أخته وابنتها.. لقد شعروا بالغيرة من سناء.. إنه كريم لا يبخل عليهم بالمال والهدايا؛ ولذلك لا يريدونه أن يتزوج!‏

-..!!!‏

كانت زيارتي لسناء قصيرة..‏

كنت مضطربة فغادرت بسرعة أحث الخطى على درب القرية.. أفكر بسناء وأخاطبها في سري:‏

لا داعي للكلام يا سناء..‏

لقد أدركت بحدسي القاسم المشترك بيننا نحن الاثنتين، ولذا أحبك الآن أكثر!‏

أخيراً عرفت اللغز.. ذاك اللغز الذي طالما عرفت بوجوده.‏

ذاك اللغز الذي يربطك وسناء.‏

جاءت أمها لتكشفه لي دون أن أسألها عنه.‏

(عرفت لمن تشكي همك يا أم جميل!).‏

أنت إذن قاسمنا المشترك!!!‏

لم تكن سناء تذكرك أمامي إلا بالخير.‏

أما أنت؛ فقد أزعجك جداً أن أتعرف عليها.. كنت حذراً جداً؛ فلم تجب على تساؤلاتي، وتركتني فقط أستغرب من ردة فعلك، ثم اتخذت من معرفتي بسناء حجة كي تبتعد عني.‏

(هل كنت حقاً تحبها، وتنوي خطبتها؟!..‏

هل كان حبكما عاصفاً كالرعد والبرق وانهمار المطر؟!!‏

أم أنها وحدها كانت تحبك؟.. هل كانت تحبك بتعقل؛ أم بجنون يشبه جنوني؟!).‏

****‏

فكرت، وقد عجزت عن الحصول على عنوان إقامتك في واشنطن، أن أرسل لك فاكساً إلى العيادة في دمشق؛ فعساك تستطيع مساعدتي عن طريق الانترنيت.‏

فكرت أن طيبة قلبك هي أكبر من غضبك، وأنك ستتناسى ماحدث بيننا، وتتذكر أنك أولاً وأخيراً طبيب؛ فلا تتوانى عن المساعدة.. مساعدة إنسانية أطلبها منك؛ ولذا أرسلت لك الفاكس.‏

لقد سافر بيتر بعد ثلاثة أسابيع من عودتي، واتصل بي في نفس اليوم ليطمئنني عن وصوله بالسلامة، وعن صحة ابنتنا.. أخبرني أنهم لم يجدوا لها الدواء البديل بعد، وأخبرته أني أرسلت لك فاكساً؛ فاستحسن الأمر. في اليوم التالي وجدت نفسي أفكر فيك، ولم يبق على عودتك سوى أربعة أيام.. وجدت يدي تمتد رغم ذلك تلقائياً إلى سماعة الهاتف لأطلب رقمك في دمشق.. إنه الحدس!‏

فوجئت بصوت ذاك الذي يعمل عندك يرفع السماعة:‏

-آلو؟!‏
-مساء الخير.. هل عاد الدكتور من السفر؟‏

-أجل؛ ولكنه لم يصل إلى العيادة بعد!‏

خفق قلبي بشدة، وعجبت كيف عرف هذا الخافق اللعين أنك عدت قبل الموعد المحدد؟!!‏

مرت أيام على عودتك، ولم تصدر منك أية بادرة إيجابية.. إنك تتجاهلني كالعادة.‏

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة مساء:‏

ستسافر بعد قليل برفقة ريما إلى اللاذقية، ولابد أن أتصل بها غداً لأستفسر منها عن ردة فعلك بعدما قرأت الفاكس..‏

في الصباح التالي اتصلت بالعيادة في اللاذقية؛ فقد اشتقت لسماع صوتك.. وعندما تناهى إلى مسمعي أغلقت الخط بسرعة وأنا أفكر:‏

"يا إلهي.. يبدو أنه لوحده في العيادة.. ليتني أستطيع أن أراه.. عليّ أولاً أن أنتظر حتى تستيقظ ريما التي لا تشبع نوماً"!!‏

اتصلت بريما بعد الحادية عشر، وجاءني صوتها كالعادة كسولاً يغالبه النعاس:‏

-آلو؟!.. آه.. أهلاً كارمن.. كيف حالك؟‏

-بخير.. وأنت؟.. هل أيقظتك؟!‏

-لا بأس..‏

-هل سألت خالك عن الفاكس؟!‏

-لقد قرأه!‏

-وماذا بعد؟‏

-حزن كثيراً من أجل ليلى.‏

-هل يمكنني أن أراه؟!‏

-لا أعرف!!‏

-كيف لا تعرفين؟!.. ألم تلاحظي كيف كانت ردة فعله على الفاكس؟!‏

-يا كارمن.. اتصلي مساء؛ فأخبرك عندما أصحو!!!‏

يالها من بليدة.. لم آخذ منها لاحق ولا باطل..‏

ألهمني يارب الصبر حتى المساء!‏

في المساء.. كانت ريما قد شبعت نوماً:‏

-أجل.. لقد حزن من أجل ليلى.. قلت له: "يا خالو.. أنا حزنت من أجلها عندما رأيت صورها التي التقطتها لها كارمن في المركز".‏

-هل تظنين أن بإمكاني أن أزوره وأستشيره؟‏

-نعم.. لكن اتصلي به أولاً كي لا يتفاجأ بحضورك.. أرجوك كوني صبورة معه!‏

-حسناً.. سأفعل.. إلى اللقاء.‏

ذهبت صباح اليوم التالي إلى المدينة؛ فزرت سوسن، ثم اتصلت بالعيادة لأتأكد من وصولك.. كان نديم على الطرف الآخر:‏

-لا.. لم يحضر بعد.‏

-سأتصل بعد نصف ساعة إذن.‏

ولم تحضر بعد نصف ساعة، ولا بعد ساعة.. ونفذ صبري كالعادة، وهذا أحد عيوبي.‏

ذهبت إلى العيادة أنتظرك هناك، والعيادة مكتظة كالعادة.‏

ناولت نديم بطاقة مني يعطيها لك كي لا تتفاجأ بدخولي إليك، ومضى الوقت ولم تحضر.‏

طلب مني نديم الدخول إلى المكتب وانتظارك هناك.. نسيت أمر البطاقة التي أعطيتها له ودخلت، وكان ذلك خطأ شنيعاً.‏

في المكتب جلس زوجان ينتظرانك..‏

بادر نديم إلى تعريفهما بي؛ فابتسما لي، وعرفني الرجل بنفسه وبزوجته، وأردف:‏

-... لقد كنت أستاذ الدكتور عندما كان طالباً في الجامعة.. لقد زرنا بلد زوجك كثيراً، ولنا فيه أصدقاء.. وشرع يحدثني هو وزوجته عن تلك الأماكن التي أعرفها.‏

وفجأة دلفت من الباب..‏

وقعت عيناك عليّ، وعرفت من نظراتهما أنك تفاجأت جداً بوجودي، وغاص قلبي بين ضلوعي..‏

مددت يدك تصافح الأستاذ وزوجته وتقبّلهما على الوجنات، ثم مددت يدك لي:‏

-أهلاً "سيدة كارمن".‏

(سيدة كارمن؟!.. هذه أول مرة تناديني بها هكذا!.. تريد أن تشعرني أن علاقتنا أصبحت رسمية جداً).‏

-أهلاً دكتور، والحمد لله على السلامة.‏

وجلست ثانية، وبقيت أنت، واقفاً تتحدث إلى الأستاذ وزوجته اللذين كانا يستشيرانك في أمر ما..‏

كانت هذه فرصتي لأتأملك، وأشبع شوقي بالنظر إليك فقط: "كم اشتقت إليك أيها المجنون.. اشتقت إليك". (كنت متوتراً، والانزعاج واضح على وجهك.. هل كان سببه وجودي في مكتبك؛ أم سبب آخر.. أم الاثنين معاً؟!).‏

خرج الأستاذ وزوجته..‏

كنت على وشك أن أفرح بذلك؛ لكن سرعان من دخل بدلاً منهما رجلان جعلا الفرحة تموت قبل أن تولد.‏

خرجت لهنيهة بعد أن صافحتهما، ثم ناديتني:‏

-سيدة كارمن؟!‏

(ما أثقل هذه العبارة، وهي تخرج من بين شفتيك!).‏

كنت متوتراً جداً وعابساً جداً، وأنت واقف وأنا واقفة في غرفة الفحص الصغيرة الفاصلة بين مكتبك وغرفة الانتظار:‏

-ألم تخبرك ريما؟‏

-...‏

تجاهلت سؤالك الذي أدركت منه أنك لا ترغب برؤيتي..‏

(يا لحماقة ابنة أختك هذه.. إنها لم تخبرني شيئاً؛ بل شجعتني على المجيء إليك).‏

-هل تنوين إجراء عملية لليلى؟‏

-ربما أن هذا هو الحل؛ ولكن متى يمكن إجراء عملية كهذه بالنسبة لها؟‏

-في الحقيقة.. طالما أن العطب قد وصل إلى الجهاز العصبي؛ فإن الأمل في الشفاء أصبح مستحيلاً!.. فحتى لو تمت عملية الزرع بنجاح؛ فإن هناك مضاعفات ستظهر بعد فترة، والنتيجة ستكون واحدة!‏

-ماذا؟!.. ماذا تقول؟!!.. لا أمل؟!!!‏

-لا أمل..‏

جمدت في مكاني.. صعقني كلامك.. أخرستني من جديد.‏

وتكرر المشهد..‏

ها أنت تقف مرة أخرى أمامي جامداً كالصخر؛ لكنك بدل أن تكرر: صفر، صفر.. تفوهت هذه المرة بما هو أخطر:‏

لا أمل.. لا أمل.‏

هممت بالانصراف؛ ولكن فاجأتني في اللحظة الأخيرة.. كالعادة:‏

-اتصلي بي بعد الظهر.‏

-أين؟.. في منزلك، أو عند أمك؟‏

وزعق الهاتف في مكتبك؛ فدخلت قبل أن أسمع جوابك.‏

البطاقة على مكتبك..‏

لم تجد كتابتها نفعاً؛ لأنك لم تقرأها في الوقت المناسب..‏

ياله من لقاء!..‏

همت في الطريق لا أرى شيئاً.. في عيني غشاوة وكلامك مازال يتردد في أذني.‏

جئت إليك آمل أن تمنحني دقائق تحدثني فيها بهدوء.. تحترم فيها مشاعري كأم، إن لم تحترم من قبل مشاعري كامرأة.‏

جئت إليك؛ لأن صحة ليلى تتحسن، وتبعث الأمل في قلبي من جديد.. جئت إليك لتعزز الآمال وليس لتحطمها.‏

جئت إليك؛ لأني أحبك، وأثق بك رغم ماحصل. فأنا لا يمكنني أن أكرهك، إن لم يكن بإمكاني الحصول عليك!!‏

أردتك أنت أيها "الجراح" أن تجري العملية الجراحية، إن كان لابد من عملية؛ فكان لقاءنا بهذا الشكل المريع..‏

لم أكن أعلم أن اختصاصك بالجراحة يصل حتى المشاعر!‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://starlook.alafdal.net
 
┬╦╬ روآية ثلاثية الحزن والقلق والوحدة ! ╬╦┬
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ┬╦╬ روآية أدخلت المفتاح في قفل الباب ودخلت.. ! جزء 1╬╦┬
»  ┬╦╬ روآية النمر والبئر ! ╬╦┬
»  ┬╦╬ روآية الظلمة الأولى - حديقة الصوان! ╬╦┬
»  ┬╦╬ روآية سافرت البحار.. لم تأخذ السفينة ! جزء 1 ╬╦┬
» ┬╦╬ روآية سافرت البحار.. لم تأخذ السفينة ! جزء 2 ╬╦┬

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار لوك :: الروايات-
انتقل الى: